الرباط: أشعل اعتقال ناشر صحيفة «أخبار اليوم» المغربية الصحافي توفيق بوعشرين، مساء الجمعة، واقتياده من مقر الصحيفة بالدار البيضاء، من طرف رجال الأمن، مواقع التواصل الاجتماعية بالمغرب، بتعليقات التضامن والتنديد بالطريقة التي جرى بها الأمر، معتبرين الأمر" استهدافا لحرية الصحافة والتعبير بالبلاد".

واعتبر حسن طارق، الأستاذ الجامعي والنائب السابق والقيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي، في تدوينة على حسابه بموقع «فيسبوك»، أن اعتقال الصحافي بوعشرين، يطرح العديد من الأسئلة المقلقلة.

وجاء في تدوينة طارق «اعتقال الصحافي توفيق بوعشرين، بعد مداهمة الجريدة، بغض النظر عن موضوعه، يطرح العديد من الأسئلة المقلقلة من حيث أسلوبه»، وذلك في انتقاد واضح لطريقة الاعتقال.

وعلى نفس المنوال، كتب محسن مفيدي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في حائطه الفيسبوكي «لا يمكن وصف "العملية" التي نفذت اليوم بمقر (أخبار اليوم) واعتقال بوعشرين، بتلك الطريقة المهينة لكل ديمقراطي حر، إلا فعلا "جنونيا" يدخل في خانة المقامرة بمستقبل الوطن».

وأشار مفيدي عضو الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية إلى أن «آلاف المواطنين يضعون شكاوى يوميا في قضايا مختلفة، الأكيد أنه لا يتم التعامل معها كما وقع اليوم...نسأل الله اللطيف»، قبل أن يختم قائلا: «في الحاجة إلى العقلاء الوطنيين الصادقين لوقف مسار هذه المقامرات».

أما عبد الصمد الإدريسي، رئيس جمعية محامي حزب العدالة والتنمية، فكتب بدوره تدوينة اعتبر فيها أن «الخوف على الحريات يزداد»، مؤكدا أنه «بغض النظر عن الموضوع، فإن الأسلوب يعود إلى سنوات خلت»، وذلك في إشارة إلى ما يسمى في تاريخ المغرب بـ«سنوات الجمر والرصاص».

وقال الإدريسي ساخرا من بيان النيابة العامة الصادر في الموضوع «عاشت سرية البحث»، وأضاف «شكاوى المواطنين يمكن أن تقودك إلى البحث من طرف الفرقة الوطنية وإلى الاعتقال بطريقة هتشكوكية»، قبل أن يختم«أسفي على مقتضيات المسطرة الجنائية.. أسفي على ضمانات الحقوق والحريات..».

وتداول عدد من الصحافيين المغاربة وسم #الصحافة_ليست_جريمة تضامنا مع اعتقال زميلهم، توفيق بوعشرين، ناشر صحيفة «أخبار اليوم» وموقع «اليوم 24»، معتبرين أن طريقة «اعتقال بوعشرين تثير الشكوك حولها».

ويعرف بوعشرين بافتتاحياته الجريئة في انتقاد السلطة .

يذكر أن حوالي 20 من رحال الشرطة عمدوا إلى اقتحام مقر صحيفة «أخبار اليوم» واعتقال ناشرها، وسط ذهول الصحافيين والعاملين بالصحيفة، الذين لم يعرفوا أي شي عن أسباب الاعتقال.

وكانت النيابة العامة قد أصدرت بيانا أعلنت فيه، أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء «بناء على شكاوى توصلت بها النيابة العامة أمرت بإجراء بحث قضائي مع السيد توفيق بوعشرين كلفت به الفرقة الوطنية للشرطة القضائية». 

وأكد البيان الذي نشرته «إيلاف المغرب»، أنه «من أجل ضمان مصلحة البحث وحفاظا على سريته وصونا لقرينة البراءة، فإنه يتعذر في هذه المرحلة الإفصاح عن موضوع الشكاوى».