قال ناشطون في منطقة الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق إن أكثر من 500 مدنيا قتلوا، منذ بدء القصف الجوي الحكومي المكثف على المنطقة، قبل نحو أسبوع.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن 29 مدنيا قتلوا في غارات جوية السبت، من بينهم 17 شخصا في بلدة دوما.

وتعد الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة المسلحة بالقرب من العاصمة دمشق، وتخضع لحصار من الجيش السوري النظامي.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى في القصف الحكومي على الغوطة 121 طفلا.

وتسعى القوات الحكومية السورية، مدعومة من روسيا، إلى فرض سيطرتها على الغوطة الشرقية.

ويقول عمال الإغاثة إن القصف على الغوطة الشرقية لم يتوقف، ما يجعل من الصعب حصر العدد الكلي للضحايا.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق السبت، للتصويت على مشروع قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في الغوطة.

وكان من المقرر أن يجري التصويت على مشروع القرار الجمعة، لكنه تأجل بسبب اعتراض روسيا على صيغة القرار.

وتطالب روسيا بإدخال تعديلات على نص المشروع الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما بهدف إدخال المعونات الغذائية والطبية للمواقع المتضررة علاوة على إجلاء المصابين لتلقي العلاج.

واتهم دبلوماسيون غربيون موسكو بمحاولة تعطيل التصويت على القرار لصالح النظام السوري الذي يريد القضاء على بؤرة المعارضة المسلحة الأخيرة قرب العاصمة دمشق.

مجلس الأمن الدولي
Reuters
تأجل التصويت على مشروع قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في الغوطة في مجلس الأمن الدولي بسبب اعتراض روسيا

وتنفي روسيا، التي تدخلت في الحرب الدائرة في سوريا عام 2015 دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، تورطها المباشر في قصف الغوطة الشرقية.

ووصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة التحركات الروسية الأخيرة في سوريا بأنها "عار".

ويتشارك فصيلان إسلاميان السيطرة على الغوطة الشرقية مع تنظيم سوري كان مواليا لتنظيم القاعدة، وتصر روسيا على أنه لا هدنة مع جهاديين أو حلفائهم.

وتضغط موسكو من أجل التوصل إلى صيغة اتفاق تفضي إلى انسحاب مسلحي المعارضة وعائلاتهم من الغوطة، عبر مفاوضات مثل ما حدث في حلب، وأسفر عن استعادة القوات الحكومية السيطرة على ثاني أكبر مدن البلاد، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2016.

لكن جماعات المعارضة المسلحة الثلاث في الغوطة رفضت ذلك السيناريو.

وأعرب العديد من قادة دول العالم عن غضبهم، إزاء المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع هناك بأنه "جحيم على الأرض".

وتحاط الغوطة الشرقية من جميع الجهات بمناطق تسيطر عليها القوات الحكومية، ولا يرغب سكانها، الذين يبلغ عددهم نحو 400 ألف نسمة، في الهروب من هذا الحصار المميت أو لا يستطيعون ذلك.