برلين: أكد مسؤول رفيع في حزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأحد أنها قررت منح حقيبة وزارية لمعارضها الرئيسي في صفوف حزبها المحافظ في محاولة منها لكبح التململ المتزايد داخل الجناح اليميني من الاتحاد المسيحي الديموقراطي.

وأفاد زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي في ولاية ساكسونيا مايكل كريتشمر الاحد، أن المستشارة ستعين ينس سبان (37 عاما) وزيرا للصحة في حكومتها الجديدة، مؤكدا ما ذكرته تقارير إعلامية. 

وقال كريتشمر المنتمي إلى الجناح اليميني للحزب "إنه مؤشر جيد كونه سياسيا مخلصا أظهر على مدى سنوات بأنه يتصرف لمصلحة بلده". 

وواجهت ميركل انتقادات لاذعة من صفوف حزبها بعدما دفعتها نتائج الانتخابات التي جرت في ايلول/سبتمبر إلى أن تسعى جاهدة لتشكيل "تحالف كبير" مع الاشتراكيين الديموقراطيين، يمكنها من حكم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا لولاية رابعة. 

وتقدم سبان منتقدي سياسات ميركل الوسطية تحديدا تلك المتعلقة بالهجرة، فيما دعا إلى اتخاذ الحزب مواقف محافظة بشكل أكبر سعيا لاجتذاب قسم من الناخبين الذين أيدوا حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتشدد في الانتخابات التشريعية الأخيرة في أيلول/سبتمبر.

وقد يساهم تعيين سبان في حكومتها بنزع فتيل التمرد الداخلي الذي يواجهه حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي قبيل مؤتمره المزمع عقده الاثنين. 

واما الوزراء الخمسة الباقون الذين تعتزم ميركل تعيينهم من حزبها، فجميعهم موالون لها. ومن المتوقع أن تحتفظ أورسولا فون دير ليان بحقيبة الدفاع، فيما ستمنح حقيبة الاقتصاد لحليفها المقرب بيتر ألتماير.

كما ستتولى جوليا كلوكنر المقربة من المستشارة وزارة الزراعة، وهي تمثل صلة وصل مع الجناح اليميني للحزب لدعوتها إلى تبني سياسة حازمة في مجال الهجرة.

في المقابل، اضطر المحافظون إلى التخلي عن عدة وزارات هامة للاشتراكيين الديموقراطيين، مثل وزارة المالية، لإقناعهم بالدخول في ائتلاف حكومي معهم. وما زال يتعين حصول الائتلاف الحكومي على موافقة اعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذين يصوتون في استفتاء داخلي ستعلن نتائجه في 4 مارس.

واذا ما صوت غالبية اعضاء الحزب بـ"لا" في الاقتراع الذي يجري عبر البريد والانترنت، فان المانيا ستواجه شللا سياسيا وربما تضطر للذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة قد تنذر بانهاء مسيرة ميركل في قيادة البلاد بعد 12 عاما في السلطة.

أما حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، فسيصوت على الائتلاف الاثنين في عملية تبدو محض شكلية بعد بادرة المستشارة الأخيرة حيال معارضيها في صفوفه.