بيروت: بدأ الجيش السوري في 18 فبراير حملة عسكرية جوية دامية على الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق والتي يسعى نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى استعادتها.

خلال ثمانية ايام اوقع القصف المدفعي والغارات الجوية 529 قتيلا من المدنيين بينهم 130 طفلا في هذه المنطقة المحاصرة منذ 2013 التي تعد حوالى 400 الف نسمة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

موت وخراب

في 18 فبراير اطلقت قوات النظام السوري اكثر من 260 صاروخا فيما شن الطيران غارات كثيفة على عدد من بلدات الغوطة الشرقية.

كما عزز الجيش السوري مواقعه المحيطة بالمنطقة، واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان "التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام" على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.

في 19 فبراير ادى القصف الكثيف للجيش السوري على الغوطة الشرقية إلى مقتل 127 مدنيا، في حصيلة هي الأسوأ في يوم واحد منذ 2013 في هذا المعقل المعارض.

وشدد منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة على ضرورة "الوقف الفوري" لقصف المدنيين وتابع ان "الوضع الانساني للمدنيين (...) خرج عن السيطرة بالكامل. من الضروري ان تتوقف هذه المعاناة البشرية العبثية على الفور".

"لا كلام"

في 20 فبراير اعلن المرصد السوري عن قصف الطيران الروسي الغوطة الشرقية للمرة الأولى منذ ثلاثة اشهر واصاب مستشفى في عربين بات خارج الخدمة. كما استهدف القصف ستة مستشفيات أخرى في غضون 48 ساعة، بات ثلاثة منها خارج الخدمة بحسب الامم المتحدة.

وتوافد مئات الجرحى إلى مراكز اسعاف ميدانية في الغوطة الشرقية وسط نقص حاد في الأسرّة أدى إلى معالجة البعض أرضا.

واعرب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عن خشيته من "كارثة انسانية" فيما عبرت الخارجية الاميركية عن "القلق الشديد" منددة بـ"أساليب" النظام القائمة على "المحاصرة والتجويع".

من جهتها، اعتبرت منظمة الامم المتحدة للطفولة يونيسيف ان "لا كلام ينصف الاطفال القتلى وامهاتهم وآباءهم".

"جحيم على الأرض"

في 21 فبراير استهدفت الغارات عدة بلدات ولا سيما حمورية وكفربطنا. والقت الطائرات القنابل وكذلك البراميل المتفجرة التي تقتل عشوائيا ويثير استخدامها ادانة الامم المتحدة والمنظمات الدولية.

كما دمر القصف الكثير من المباني السكنية بحسب مراسل لوكالة فرانس برس في حمورية تحدث عن احتماء السكان في ملاجئ وأقبية تحت الارض. من جهته نفى الكرملين مشاركة روسيا في القصف.

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاربعاء بدخول المنطقة، كما دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الى وقف القتال فورا مشبها وضع الغوطة الشرقية بـ"جحيم على الأرض".

وطالب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بـ"هدنة" متهما النظام السوري بمهاجمة "مدنيين".

"حلب جديدة"

في 22 فبراير اعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ان "لا توافق" في مجلس الامن الدولي لفرض وقف انساني لاطلاق النار يجري التفاوض عليه منذ اكثر من اسبوعين.

وكرر السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري تصميم النظام على استعادة كل الاراضي بما يشمل الغوطة الشرقية قائلا "نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلباً اخرى".

اعلنت منظمة اطباء بلا حدود ان 13 مستشفى وعيادة تعمل فيها المنظمة "تعرضت لقصف واضرار او دمرت".

"عار"

في 23 فبراير اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتحاد الاوروبي "لا يجد الكلمات لوصف الرعب، المجزرة يجب ان تتوقف الان".

وأكدت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها جيش الاسلام وفيلق الرحمن، في رسالة إلى الأمم المتحدة رفض أي "تهجير للمدنيين أو ترحيلهم".

وصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب موقف روسيا وايران في سوريا بانه "عار".

معارك وغارات رغم اعلان هدنة

في 24 فبراير اصدر مجلس الامن الدولي بالاجماع قرارا يطالب بوقف انساني لاطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما "من دون تأخير" بعد 15 يوما من المفاوضات الشاقة مع موسكو.

ولكن في 25 منه خاضت قوات النظام مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة وشنت غارات جوية وقصفا مدفعيا، بحسب المرصد السوري.

واكدت ايران حليفة النظام ان الهجوم على المجموعات "الارهابية" سيتواصل في الغوطة الشرقية.