يستعد تيمور ابن النائب وليد جنبلاط وطوني ابن النائب سليمان فرنجية، وكذلك صهرا رئيس الجمهورية ميشال عون، الوزير جبران باسيل والعميد المتقاعد شامل روكز، لخوض غمار المعركة الانتخابية والوصول إلى قبة البرلمان، ما يفتح الباب أمام مسألة التوريث السياسي في لبنان، ومدى تطبيقه وفاعليته.

إيلاف من بيروت: سابقًا في رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة، كان الوريث السياسي الأخير لدى الموارنة هو الرئيس أمين الجميل، الذي انتخب بديلًا من شقيقه الرئيس بشير الجميل بعد اغتياله. وبعد اتفاق الطائف، توقفت الوراثة السياسيّة المارونية لرئاسة الجمهورية إلى حين، لكنها لم تلغَ، واستمرت في الإنتخابات النيابيّة. 

مجلس النواب
في رئاسة مجلس النواب، ألغي التوريث السياسي الشيعي، مع نهاية حياة الرئيس كامل الأسعد السياسيّة، لكنها تحوّلت إلى الرئيس الواحد، ومن غير الواضح إذا كان سيبقى ذلك مستمرًا حتى وفاة الرئيس. 

في مجلس النواب، يوجد ما يقارب 22 نائبًا وصلوا إلى النيابة، إما نتيجة وراثة سياسيّة مباشرة من الآباء، وإما نتيجة انتمائهم إلى عائلات توارثت المناصب السياسيّة، بغضّ النظر عن مؤهلاتهم الكافية للقيام بمهامهم في السلطة التشريعيّة أم لا.

التوريث والديموقراطية
يعتبر النائب السابق إسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف"، أن "لا ديموقراطية حقيقية في لبنان، حتى نقول إن التوريث السياسي يقضي عليها".

عن النساء اللواتي لا يصلن إلى قبة البرلمان إلا من خلال التوريث السياسي، يرى سكرية أن "ذلك يجعل الحياة السياسية في لبنان منقوصة، وتصبح بقبضة مساحة ضيقة من العائلات والمواقع السياسيّة، ويفتح الشهية واسعة أمام تحوّل ممارسة السلطة إلى فساد مروع في البلد".

جزء من كل
عن التوريث السياسي في بعض الدول، يؤكد سكرية أننا "جزء من المجتمع الدولي، مهما حاولنا التمايز عنه، وهو قائم على العصبيات بشتى أنواعها وأشكالها".

ويلفت سكرية الى أن التوريث في لبنان بات عرفًا شبه معترف به، وهو عنصر قد يكون سلبيًا أكثر مما هو إيجابي في بناء المجتمعات والأوطان.

ممكن... ولكن
يرى فريد خويري ضرورة أن نعطي القيادات الشابة فرصتها، حتى ولو كانت من بيوت سياسية معروفة، خصوصًا إذا كانت مؤهّلة لتحمل المسؤولية، ولها تاريخها النضالي والوطني الطويل، لكن في الوقت عينه يجب ألا يكون التوريث السياسي مؤشرًا كي يحبط من لديهم الكفاءة، وليسوا من بيوتات سياسية.

نقلة نوعية
جميل كنعان لا يوافقه الرأي، ويرى بضرورة القيام بنقلة نوعيّة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة، ولا مانع في هذه النهضة أيضًا أن نجد سياسيات لا ينتمين إلى بيوت سياسية، فقد بات معروفًا أن المرأة تتناول القطاع السياسي في لبنان بالتوريث حتمًا، وقليلًا ما رأينا نساء سياسيات رائدات لا ينتمين إلى أقارب مارسوا السياسة سابقًا.

الرجل المناسب
ويؤكد رياض أبو فاضل على ضرورة أن يصل إلى قبة البرلمان الرجل المناسب في المكان المناسب، سواء كان من بيت سياسي عريق أو أنه عمل بجهده، وتعب على نفسه، من أجل الوصول إلى المركز السياسي، و سواء كان نيابيًا أو وزاريًا أو حتى رئاسة للجمهورية، فما يهمّنا في النهاية هو عمل هذا النائب أو هذا الوزير، وليس انتماءه إلى بيت سياسي أم لا.