يصل الوفد السعودي برئاسة نزار العلولا بعد ظهر اليوم حاملًا معه ملفات عديدة تهدف إلى تعزيز اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان وتقوية العلاقات التي تجمع بين البلدين.

إيلاف من بيروت: يصل الوفد السعودي برئاسة نزار العلولا بعد ظهر اليوم إلى لبنان، فيزور عند الثالثة عصرًا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ويلتقي لاحقًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ثمّ يجول على عدد من القيادات السياسية والحزبية والروحية، يُرافقه السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب وفريق عمل من السفارة السعودية.

زيارة العلولا لبيروت، والتي ستدوم بضعة أيام، تعكس مدى اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان لما تربطها به من علاقات أخوية تاريخية، كذلك تعكس أهمية لبنان واستقراره بالنسبة إلى المملكة، وتؤكد أنه كان ولا يزال أولوية لديها.

ستركز المحادثات اللبنانية السعودية على اهتمام المملكة بتفعيل العلاقات السعودية - اللبنانية في المجالات على اختلافها، كما تتناول المحادثات التوجّه اللبناني لجهة "النأي بالنفس" عن الصراعات العربية - العربية، وما تحقق على هذا الصعيد، بعد عودة الحريري عن استقالته، قبل أربعة اشهر.

وسيشدّد الوفد السعودي على أهمية الاستقرار، وتأثيره على تنفيذ المشاريع، انطلاقًا من استعداد المملكة لدعم المشاريع الإنمائية المطروحة في مؤتمر "سيدر" في باريس في إبريل، في حال توافر ضمان الاستقرار، وإعداد الدراسات اللازمة لهذه المشاريع.

علاقة تاريخية
عن أهمية هذه الزيارة يؤكد النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" أن علاقة لبنان مع السعودية تبقى أساسية تاريخيًا، وحاضرًا ومستقبلًا، وهذه الزيارة تبقى لإعادة وصل العلاقة بين لبنان والسعودية، وتجديد التفاهمات بين القيادات اللبنانية والسعودية.

وردًا على سؤال تأتي هذه الزيارة في خضم التحضير للمؤتمرات الدولية لدعم لبنان وبضرورة التمسك بمبدأ النأي بالنفس، ما مدى أهمية السعودية اليوم في دعم كل تلك الأمور؟... يجيب علوش أن السعودية لعبت دورًا محوريًا في دعم لبنان على مختلف المستويات من سياسة واقتصاد وأمن، ودورها في مؤتمرات باريس السابقة كان محوريًا، ويعتمد لبنان عليه، وكذلك هناك موضوع أساسي، وهو أن جزءًا كبيرًا من الناتج القومي مرتبط بالسعودية من خلال العاملين اللبنانيين في السعودية، وهو ضروري جدًا للبنان.

الانتخابات النيابية
عن مدى أهمية تلك الزيارة قبل الإنتخابات النيابية في لبنان، يرى علوش أن الانتخابات النيابية غير مرتبطة بتلك الزيارة، والأطراف تؤكد أن لا أجندات خارجية لتلك الانتخابات النيابية.

عن حديث البعض بأن الزيارة السعودية تأتي لرأب الصدع في قوى 14 آذار قبل الانتخابات النيابية، يشير علوش إلى أن الزيارة لن تقوم بهذا، فهناك تباعد على مختلف المستويات، إن كان من قبل 14 آذار أو غيرها، ويحتاج الأمر أكثر من زيارة للقيام بالموضوع، وتوحيد 14 آذار.

وعمليًا لننتظر ما مدى انعكاس تلك الزيارة إيجابيًا على مختلف المستويات.

العلاقات بين البلدين
وردًا على سؤال هل ستنجح هذه الزيارة في إعادة العلاقات اللبنانية السعودية إلى سابق عهدها؟، يجيب علوش أنه من الواضح أن المشكلة تبقى حزب الله وتورطه مع إيران، ويستطيع حزب الله أن ينسف كل ما ينسج من علاقات بين لبنان والدول العربية.

عن توجيه دعوة لرئيس الحكومة سعد الحريري من قبل الوفد السعودي إلى زيارة السعودية، يشير علوش إلى أن الحريري مستعد لأي دعوة على المستوى الرسمي، ومن مصلحة لبنان أن تكون العلاقات ممتازة مع السعودية.