اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي علاقات بلاده مع السعودية تسير على الطريق الصحيح، مؤكدًا الرغبة في توسيعها، فيما قال رئيس التحالف الشيعي الحكيم إن الروابط بين العراق والسعودية تجعل علاقاتهما وطيدة ومتقدمة وعميقة الجذور، منوهًا بأن سوء الفهم السابق في هذه العلاقات طارئ، ومضى من دون رجعة.

إيلاف: قال العبادي خلال لقائه مع وفد إعلامي سعودي كبير يزور بغداد حاليًا، بحضور سفير المملكة العربية السعودية في العراق عبدالعزيز الشمري، ونقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي، إن إطلاع الوفد عن قرب على الحياة الطبيعية التي تعيشها بغداد أمر جيد، داعيًا إلى "التركيز على ثقافة التعايش والمشتركات بين دولنا وشعوبنا وضرورة التعاون لإنهاء الازمات وتحقيق الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي اليوم تابعته "إيلاف".

وأكد العبادي أن العلاقات بين العراق والسعودية على الطريق الصحيح، "ونتطلع إلى توسيعها في جميع المجالات بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، والتعاون من خلال المجلس التنسيقي، الذي يعد قاعدة لنمو العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والخبرات".

أضاف قائلًا: "لقد نجحنا في وأد الطائفية السياسية، وشعبنا اليوم منفتح، ويرفض الطائفية، وإن السياسي الطائفي قد لزم الصمت، ونحن مصرّون على تحقيق العدالة بين أبناء شعبنا بعد تحقيق الانتصار الذي تم بوحدة العراقيين وتضحياتهم في مواجهة عصابة داعش الإرهابية".

العبادي ملتقيًا الوفد الإعلامي السعودي في بغداد

وعبّر أعضاء الوفد الإعلامي السعودي عن ارتياحهم لتطور الأوضاع في العراق، بعد هزيمة داعش، ولما لمسوه من استقرار وتعايش بين أبناء الشعب العراقي، كما قال البيان.

الحكيم: سوء الفهم ولّى
من جهته أكد رئيس التحالف الوطني "الشيعي" عمّار الحكيم أن الروابط التي تجمع العراق مع المملكة العربية السعودية تجعل من علاقاتهما وطيدة ومتقدمة وعميقة الجذور، منوهًا بأن سوء الفهم السابق في هذه العلاقات طارئ، ومضى من دون رجعة.

وقال الحكيم، وهو رئيس تيار الحكمة، خلال لقائه الليلة الماضية الوفد الإعلامي السعودي: إن "العروبة والإسلام والجيرة والتاريخ المشترك أسس متينة تربطنا والسعودية بالشكل الذي يجعل من علاقاتنا متقدمة ووطيدة وعميقة الجذور"، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية اليوم.

وأضاف إن "ما حدث في ماضي السنين من سوء فهم شيء طارئ، ومضى من دون رجعة، وعلينا اليوم تعميق الثقة لعودة العلاقات إلى سابق عهدها بسعة أكبر وأكثر عمقًا.. مشيرًا إلى أن الإعلام في البلدين الشقيقين، وبحكم ما يحمله من مؤهلات وقدرات وتأثير على المجتمع، سيكون في مقدمة من يسعى إلى بلورة هذه العلاقة بما يخدم مصلحة بلدينا وشعبينا".

وشدد الحكيم على أن عودة العلاقات الأخوية بين العراق والسعودية ستكون البوابة لعودة العراق إلى محيطه العربي بثقله المعتاد وبما يحمله من إرث حضاري وتاريخ وقدرات وإمكانيات ستعزز ثقل الوجود العربي.

وأشار إلى ما تعرّضت له التجربة العراقية من تدافع إقليمي وتبعات وهواجس، مستدركًا "لكن العراق عضّ على جراحه، وتحمل الإرهاب والمفخخات التي قطّعت الناس في الأسواق والمدارس، لا لشيء، إلا لكونهم عراقيين"، مبينًا أن "العراق يختلف عمّا يرصد أو ينقل في وسائل الإعلام، فالإشكاليات جزء من الحقيقة، وليست كل الحقيقة، وهي موجودة في كل مكان، بما فيها ما يثار حول الفساد".

عمار الحكيم خلال لقائه الوفد الإعلامي السعودي في بغداد

أضاف الحكيم إن الانتخابات العراقية المقبلة ستكون مفصلية ومهمة، من خلال مخرجاتها ونتائجها، وستفضي إلى خروج العراق من عنق الزجاجة، بحكم الحالة الديمقراطية السائدة، رغم أن نتائج هذه الانتخابات لا يمكن التنبوء بها، فكل الكتل السياسية تمارس الأسلوب الديمقراطي، والشارع هو من يحدد شكل الحكومة المقبلة، في ضوء نتائج صناديق الاقتراع. 

وقال الحكيم: "نحن أمام مرحلة جديدة وتحدّ كبير يتمثل في بناء الدولة ومكافحة الفساد وتطويق البيروقراطية والانفتاح على العالم وإنعاش الاقتصاد ومعالجة المشاكل الداخلية في مختلف القطاعات، وهو الطريق السليم والأمثل لبناء البلد وتحقيق أمنه واستقراره".

وعن استفتاء الانفصال الذي أجراه إقليم كردستان خلال شهر سبتمبر الماضي أكد الحكيم أن الحالة لو أفضت إلى التقسيم لكانت كارثة على كل دول المنطقة، ولأصبحت تشظية دول المنطقة حالة عامة، إلا أن دول المنطقة والعالم عامة وقف في وجه هذا الخطر بكل حزم، لأنه أدرك مخاطر نتائجه، وقد عالج العراق الأمر بسيادة الدستور والحكمة.

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد أكد السبت الماضي خلال استقباله الوفد الإعلامي ضرورة تعزيز علاقات بلاده مع السعودية والتعاون من أجل تجاوز جميع المشكلات التي تعانيها المنطقة في هذه الظروف التاريخية الحرجة.

يذكر أنه بعد انقطاع دام 28 عامًا فقد بدأ وفد إعلامي سعودي ضخم يضم إعلاميين يمثلون مختلف الصحف والقنوات السعودية زيارة إلى بغداد الجمعة الماضي لإجراء مقابلات صحافية مع كبار المسؤولين العراقيين حول التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في بلدهم، إضافة إلى مسار العلاقات بين البلدين وآفاق تعزيزها.