إيلاف من لندن: شهد مهرجان برلين السينمائي العرض العالمي الأول للفيلم الصامت "هذا القانون القديم" الذي أُنتج عام 1923 بعد ترميمه باستخدام التكنولوجيا الرقمية واضافة موسيقى جديدة له.

ويشكل الفيلم الذي اخرجه ادفالد اندريه دوبون جزء من تاريخ السينما الالمانية ـ اليهودية.

يتناول الفليم عالمين متضادين هما البلدة اليهودية الصغيرة في اوروبا الشرقية التي تمثل التقليد والقدامة ومدينة كبيرة مثل فيينا بما فيها من حرية وليبرالية وانفتاح ثقافي.

وكما يغادر ابن الحاخام عزلة قريته مهاجراً الى فيينا بأمل ان يكون ممثلا ناجحاً في الفيلم فان كثيرين يأتون اليوم من انحاء العالم الى برلين بطموحات وأحلام شتى في امتعتهم، بحسب ما يلاحظ غيرو شليس المعلق في اذاعة صوت المانيا "دويتشة فيله".

وقال شليس ان كل الوافدين الى برلين الذين تحدث معهم أكدوا له ان المدينة غيّرتهم. وان على المرء ان يدفع ثمناً، يكون باهظاً في بعض الأحيان، كما في الفيلم حين تعين على الشاب باروخ ان يدفع ثمن هجرته الى فيينا باغتراب كامل عن عائلته المتدينة بتزمت.

الهندي الشاب الذي هاجر الى برلين للعمل مصمماً دفع ثمنا باهظاً فيها بعد ان اعتدى عليه وعلى صديقه التايلاندي مَنْ سماهم "نازيين".

وغادر صديقه المانيا بعد أن أمضى ستة اشهر راقداً في المستشفى بعظام مهشمة.

وهناك الزوجان الاميركيان القادمان من سان فرانسيسكو لكنهما لم يستطيعا البناء على نجاحهما السابق في مركز الشركات التكنولوجية في سيليكون فالي. إذ يبدو ان حاجز اللغة والاختلافات في الذهنية عقبات لا يمكن تذليلها.

وهناك ايضا شلة الوافدين الاستراليين الذين وقع بعضهم ضحية المرض أو الكآبة في برلين.

برلين مدينة جامحة تثير الأشواق والرغبات التي كانت مكبوتة في الداخل. ولكنها مدينة تدفع الأضداد الى نهاياتها القصوى وفي مجرى ذلك تنهي العديد من العلاقات.

الفتيات القادمات من مدية سيلي في ولاية سكسكونيا السفلى وحدهن اللواتي يبدو انهن وجدن التوازن المنشود قائلات بابتسامة انهن سيعودن الى مدينتهن ذات يوم. فان برلين مدينة عظيمة ولكن سيلي مدينتهن الأصلية ومدينة الأهل.

في الفيلم يتصالح الشاب بروخ مع والده الذي يأتي الى فيينا ليشاهد ابنه يمثل على المسرح وفجأة يدرك مصدر الهام ابنه. وهي نهاية سعيدة يقول المعلق شليس انه يتمناها لجميع المهددين بالضياع على الطريق بين العالمين.

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "دويتشة فيله". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.dw.com/en/berlin-24-7-the-price-of-freedom-in-berlin/a-42695212