تزامنًا مع بدء الدعاية للانتخابات الرئاسية المصرية، تحث الحكومة المصرية المواطنين على المشاركة في الانتخابات بشتى الطرق، ورفض دعوات جماعة الإخوان إلى المقاطعة، حيث تعتبر الحكومة الإقبال المتزايد من قبل المواطنين بمثابة شهادة نجاح ورضا عن فترة الولاية الأولى لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

إيلاف من القاهرة: في سبيل عملية حشد المواطنين للمشاركة في الانتخابات، قال الدكتور محمد بهاء أبو شقة، المتحدث الرسمي باسم حملة الرئيس السيسي: "إن هدف الحملة هو نزول المواطنين والمشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة"، لافتًا إلى أن ذلك كان هدف الرئيس أيضًا، والذي عبّر عنه خلال كلمته يوم إعلان ترشحه، ودعوته المصريين إلى النزول والمشاركة. 

خدمة منزلية
أضاف أبو شقة، خلال كلمته في المؤتمر الثاني لحملة السيسي، أن جميع أعضاء حملة الرئيس السيسي سيشاركون في زيادة الوعي لدى المواطنين، بحثهم على ضرورة المشاركة في الانتخابات المقبلة. وفي سبيل تحقيق ذلك، سيتم إطلاق حملات لطرق الأبواب في كل مكان، في البيوت والمزارع والمصانع؛ لعقد لقاءات توعية لجميع المواطنين. 

في السياق عينه، دعا المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، جموع المصريين المقيمين والموجودين خارج مصر، إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في الخارج خلال أيام 16 و17 و18 من شهر مارس المقبل.

وقال المستشار لاشين إبراهيم، في تصريحاتٍ له: "إن المصريين في الخارج جزء أصيل من أبناء الوطن، وأحد أعمدته الأساسية، وإن مشاركتهم في هذه الانتخابات في غاية الأهمية، وتساهم في بناء مستقبل بلدهم وفي ترسيخ الديمقراطية".

دعم الأحزاب
كما أعلن عدد من الأحزاب عن تنظيم حملات لطرق الأبواب خلال الأيام المقبلة لحشد المواطنين، وحثهم على التصويت في الانتخابات الرئاسية، والتصدي لدعوات بعض القوى السياسية إلى مقاطعة الانتخابات، حيث وضع تكتل أحزاب الوفد والتجمع والإصلاح والتنمية، ومستقبل وطن والمؤتمر والمحافظين، خطة دعائية شاملة في المحافظات ضمن مبادرة «مصر أولًاً.. إنزل.. شارك»، بعد إعلان تلك الأحزاب تأييدها للرئيس عبد الفتاح السيسي. 

كما تتواصل تحركات ائتلاف دعم مصر، صاحب الغالبية البرلمانية، داخل مصر وخارجها، لدعم السيسي، وحث المواطنين على التصويت، فيما يتحرك حزب المصريين الأحرار في الإطار نفسه، لكن بشكل منفرد بالمحافظات وفي بعض الدول العربية.

تحرك أزهري
المؤسسات الدينية هي الأخرى كان لها دور بارز في حث المواطنين على ضرورة المشاركة في الانتخابات. فأعلنت وزارة الأوقاف عن مشاركة الدعاة وأئمة المساجد في حملات طرق الأبواب لحث الناخبين على الذهاب للتصويت في الانتخابات، حيث كلفت وزارة الأوقاف جميع الوعاظ بعقد لقاءات يومية مع المواطنين لتبيان أهمية المشاركة، باعتبار ذلك واجبًا وطنيًا وشهادة يحاسب الإنسان على تركها، كما كلفت وزارة الأوقاف أئمة المساجد ببعض المهام المتعلقة بحشد المواطنين يوم الانتخابات. 

في السياق عينه، أصدر الأزهر عددًا من الفتاوى المنصبة في إطار عمليات الحشد، حيث أفتت لجنة الدعوة في الأزهر بأن مقاطعة الانتخابات الرئاسية كتمان للشهادة، ومن يكتم الشهادة فهو آثم، مطالبة بضرورة المشاركة في رسم المستقبل واختيار الرجل الصالح في المكان المناسب. اعتبرت اللجنة أن المشاركة في الانتخابات أمر مشروع لكل المواطنين، فلا بد عليهم أن يكونوا إيجابيين، وأن يشاركوا ويعبّروا عن رأيهم بكل حرية.

ما تتمناه الجماعة
من جانبه، قال الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية وعضو مجلس النواب: "إن المشاركة بقوة من قبل المواطنين في الانتخابات الرئاسية المقبلة بمثابة رد قوي على قوى الشر المتربصة لمصر من الخارج، كما يعتبر ذلك نجاحًا لثورة 30 يونيو، والتأكيد على سير البلاد نحو الطريق الصحيح"، مشددًا على أن الانتخابات المقبلة ستؤكد شعبية الرئيس السيسي، وأن الحديث عن تراجعها مجرد مزاعم يرددها أهل الشر وجماعة الإخوان.

وأكد حسب الله لـ"إيلاف" أن جميع مؤسسات الدولة حريصة على المشاركة في حملات طرق الأبواب لحث الناخبين على التصويت في الانتخابات، وهناك دور مهم يقوم به نواب البرلمان في الحملات، حيث سيقوم كل نائب بعقد لقاءات مع شباب دائرته لإيضاح أهمية المشاركة في الانتخابات للتأكيد على حرص مصر على سيادة الديمقراطية والحرية في الاختيار.

واجب وطني
بدوره، أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، أن المشاركة بقوة في الانتخابات تمثل أهمية كبرى للدولة في الوقت الراهن للتأكيد على سير ثورة 30 يونيو في الطريق السليم، في حين أن العزوف يمثل ضربة قوية للثورة، وانتصارًا لقوى الشر في الخارج. 

وطالب جميع فئات الشعب بالمشاركة في حملات طرق الأبواب لحشد الناخبين للتصويت، باعتبار ذلك واجبًا وطنيًا لا يقل عن المشاركة في ثورتي 25 يناير و30 يونيو. 

وأوضح عابد لـ"إيلاف" أن إقبال المواطنين على الانتخابات بمثابة تأييد للرئيس السيسي من أجل استكمال الإنجازات التي بدأ فيها والنهوض بالدولة، كذلك لدعم الاستقرار والقضاء على الإرهاب والإصلاحات الاقتصادية.

تعبير سلبي
على الجانب الآخر، يرى الدكتور عبد السلام النويري، مدير مركز المستقبل للدراسات السياسية ، أن حملات طرق الأبواب إتبعها من قبل نظام مبارك وجماعة الإخوان، في انتخابات عامي 2005 و2012، مؤكدًا لـ"إيلاف" أن النظام السياسي على خطط سياسات الأنظمة السابقة له، حيث كانت تسخر كل أجهزة ومؤسسات الدولة للترويج له، وحث المواطنين على الانتخابات، ومعتبرًا أن ذلك معارض تمامًا للممارسة الحقيقية للديمقراطية المتبعة في جميع الدول المتقدمة.

وقال النويري: "إن ترويج المؤسسات لمرشح بعينه في الانتخابات الحالية بحثًا عن المصالح فقط، وليس حبًا في الوطن، كما يظهرون في حديثهم، لكن هذا لا يتعارض مع ضرورة المشاركة الفعالة في الانتخابات، باعتبار الصندوق الانتخابي الفرصة الحقيقية للتعبير عن ممارسة الديمقراطية والتغيير، والشعب المصري يحتاج تدريبًا حقيقيًا على ممارسة حقوقه السياسية، في حين أن المقاطعة لن تؤدي إلى التغيير، فهي مجرد تعبير سلبي عن الرأي".