اسطنبول: قدم مذيع تلفزيوني تركي استقالته الاربعاء ويواجه المحاكمة بعد ان اثار غضبا إثر تعليقات قال فيها إنه إذا كانت تركيا تنوي إلحاق الأذى بالمدنيين في عمليتها في سوريا لقصفت أحياء علمانية في اسطنبول.

واستنكر كل من المعلقين المنتمي للمعارضة ومسؤولي الحزب الحاكم تعليقات أحمد كسر، المذيع على قناة "أقيت" المقربة من الحكومة، فيما أعلنت نيابة اسطنبول فتح تحقيق.

وأدلى المذيع كسر مقدم البرنامج الصباحي "غون باسليور" (اليوم يبدأ) بتلك التعليقات في معرض نفيه أنباء عن مقتل مدنيين في العملية التركية ضد المقاتلين الاكراد في سوريا.

وتساءل المذيع عن أي سبب يدعو الجيش التركي لاستهداف مدنيين مضيفا "إذا كنا نرغب في قتل مدنيين لنبدأ بأحياء جيهانكير ونيشانتاشي وإتيلر، فهناك عدد كبير من الخونة، وهناك أيضا البرلمان التركي".

جيهانكير ونيشانتاشي وإتيلر ثلاثة أحياء راقية في اسطنبول، غالبية سكانها علمانيون ومناوئون للحكومة ولديهم نمط حياة اوروبي. وتنتشر في تلك الاحياء المقاهي والحانات.

وفتحت نيابة اسطنبول تحقيقا جنائيا في البرنامج التلفزيوني بتهمة التحريض على الكراهية والعدائية، بحسب التلفزيون الحكومي.

واستنكر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية ماهر اونال تعليقات المذيع ووصفها "بالاستفزاز المفتوح والتخريب".

وقال اونار في مقابلة على قناة "إن تي في" التلفزيونية "من أنت؟ لن نوافق او نعترض على ذلك. إنه تخريب غبي لوحدة تركيا".

وقال تلفزيون "أقيت" في بيان نشر على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إنه لا يوافق على تعليقات كسر الذي استقال كي لا يعطي "ذريعة" لتتعرض القناة للانتقادات.

استعداد للشهادة

يأتي الجدل فيما تشن تركيا عملية عسكرية منذ أكثر من شهر في شمال سوريا بهدف اخراج فصائل كردية تعتبرها "إرهابية".

وقالت السلطات إن الانتقاد العلني لاهداف العملية العسكرية يرقى إلى مستوى الخيانة، واعتقلت 845 شخصا للاحتجاج أو "نشر الدعاية" ضد الهجوم.

وقتل 33 جنديا تركيا منذ بدء العملية، وصفتهم وسائل الاعلام والمسؤولون بأنهم "شهداء" في سبيل الإسلام.

غير ان العملية أثارت التوترات في تركيا حيث يتزايد استقطاب المجتمع قبيل انتخابات 2019، فيما يستنهض الرئيس رجب طيب اردوغان المشاعر القومية ويثير حفيظة معارضيه على حد سواء.

وفي خطاب له في منطقة كهرمان مرعش بشرق تركيا السبت اثار اردوغان الدهشة عندما دعا فتاة صغيرة ترتدي زيا عسكريا الى المنصة وأثار فكرة ان تصبح الفتاة "شهيدة".

وقال لها "آمل إذا استشهدت أن يلفوك بالعلم التركي. كوني جاهزة لأي شيء" وردت الفتاة وهي تبكي "نعم".