كابول: عرض الرئيس الأفغاني اشرف غني الاربعاء خطته لبدء محادثات سلام مع حركة طالبان تشمل اعترافا بها كحزب سياسي في النهاية بعد ايام من دعوتها الى مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.

ويأتي ابداء كل من الطرفين انفتاحا على نوع من التفاوض بعد ارتفاع كبير في عدد القتلى المدنيين في الاشهر الاخيرة نتيجة استهداف طالبان المتزايد للبلدات والمدن ردا على سياسة عسكرية اميركية جديدة أكثر هجومية بأمر من الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وكشف غني خطته في افتتاح المؤتمر الثاني لعملية كابول الاقليمية الساعية الى إحلال السلام في هذا البلد، داعيا الى هدنة يمكن لطالبان بعدها ان تتحول الى حزب سياسي يشارك في الانتخابات.

وقال غني "يجب ان يكون هناك اطار سياسي للسلام. ولا بد من اعلان وقف لاطلاق النار، وعلينا الاعتراف بطالبان حزبا سياسيا، ويجب اطلاق عملية بناء الثقة"، مكررا عناصر وردت في عروض سلام سابقة.

أضاف "الآن، القرار بين أيديكم. اقبلوا بالسلام... ولنحقق الاستقرار لهذا البلد".

في المقابل اشترط غني على طالبان الاعتراف رسميا بالحكومة والدستور الافغانيين، في نقطة لطالما شكلت حجر عثرة في المحاولات السابقة لاطلاق محادثات.

ولم يصدر رد فوري لطالبان على عرض غني.

غير ان المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد انتقد عملية كابول وعلق على تويتر ان المؤتمر يسعى الى "استسلام" طالبان في مرحلة اصبحت فيها "بلا اي شك قوة هزمت قوة دولية متعجرفة كاميركا بكل ما تملكه من حلفاء وأدوات".

واتى تصريح المتحدث ضمن رد خطي لطالبان على مقال في مجلة "ذا نيويوركر" حول التسلسل الزمني للجهود من اجل محادثات سلام كتبه الخبير الاميركي في الشؤون الافغانية بارنِت روبِن.

ويأتي هذا الاقتراح غداة اعلان طالبان استعدادها لخوض محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى "حل سلمي" للنزاع المستمر في افغانستان منذ أكثر من 16 عاما.

ولم يذكر البيان اي تفاوض مع الحكومة الافغانية، الامر الذي يشدد الاميركيون على انه شرط حيوي لأي عملية سلام.

خطة سلام منظمة

أبدى المراقبون حذرا بشأن تأثير عرض غني الذي يشمل عناصر سبق طرحها على طالبان، لكنها المرة الأولى التي تقدم في "خطة سلام منظمة" ويتم اعلانها في مؤتمر دولي، على ما لفت المحلل السياسي الافغاني عبد الباري.

واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس ان "التوقيت مهم...فطالبان قد ترفض العرض كما فعلت في الماضي، لكن يبدو، على الاقل، ان عملية السلام المنقطعة منذ فترة قد تستأنف".

كذلك اعتبر الصحافي الباكستاني المتخصص في شؤون طالبان رحيم الله يوسفزاي ان قيادة التمرد ما زالت ملتزمة موقفها، لكن آخرين في الحركة بدوا أقل تشددا بشأن التواصل مع كابول.

وقال يوسفزاي "ان البعض في صفوف طالبان مقتنعون بالحاجة الى التفاوض مع الحكومة الافغانية".

وأضاف ان عناصر طالبان تعرضوا لخسائر فادحة في ظل الاستراتيجية الاميركية الجديدة المتمثلة في تكثيف الغارات الجوية وهجمات الكوماندوس.

رغم الخسائر، رجح يوسفزاي ان تواصل الحركة تمردها لانها "تستقي قوتها من قدرتها على مواصلة القتال".

تستضيف كابول الجولة الثانية من مؤتمر السلام الذي يضم ممثلي 25 بلدا لبحث استراتيجيات مكافحة الارهاب وحل النزاعات. 

ميدانيا تواصل القتال في انحاء البلاد الاخرى الاربعاء.

واتهم مسؤولون في قندهار واوروزغان حركة طالبان بمهاجمة نقطة مراقبة للشرطة بين ولايتين وقتل خمسة اشخاص وخطف 19 راكبا على الاقل من سيارات.

وصرح المتحدث باسم شرطة قندهار زيا دُرّاني "بدأنا عملية البحث عنهم"، محملا طالبان مسؤولية الهجوم. واكد المتحدث باسم والي اوروزغان، دوست محمد نايب وقوع الهجوم الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه حتى الان.