شغلت قارورة عثر عليها على شاطئ منطقة الأوزاعي بال اللبنانيين بعدما وجدت مكتوب عليها بالأحرف اللاتينية أنها تحتوي على مواد مشعة تستخدم في الصناعات النفطية، فماذا يقول المعنيون حول هذا الموضوع؟.

إيلاف من بيروت: شُغل اللبنانيون بموضوع العثور على شاطئ الأوزاعي على قارورة كتب عليها بالأحرف اللاتينية مواد مشعة تستخدم في الصناعات النفطية.

وقد طمأن مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي إلى أنه تمت السيطرة عليها، وبأن المواد المستخدمة فيها لم تخرج من القارورة، بمعنى أنه لم يحدث أي تلوث إشعاعي.

اللجنة الصحية
ويؤكد النائب عاصم عراجي عضو اللجنة الصحية في البرلمان اللبناني في حديثه لـ"إيلاف" أن القارورة يتم بحثها بدقة من قبل مركز البحوث الذرية في لبنان، ومن وزارة البئية، وبانتظار النتائج النهائية لهذه الدراسات.

يلفت عراجي إلى أنه من المؤكد اليوم أن حجم مخاوف اللبنانيين بعد العثور على هذه القارورة كبير، لكن معرفة حجم الضرر من هذه القارورة يبقى قيد الدرس كما ذكرنا.

عن الإجراءات الواجب اتخاذها بهذا الصدد يؤكد عراجي أن هذه القارورة تم الإستحصال عليها، لكن يبقى الأهم عدم وجود قارورات أخرى مماثلة في بحر لبنان.

عن مصير هذه القارورة بعد فحصها يشير عراجي إلى أنه حتمًا سيتم عزلها تقنيًا. ويؤكد أنهم كلجنة صحية ينتظرون التقرير النهائي لتلك القارورة، وسوف تجتمع اللجنة قريبًا لتتخذ الإجراءات في هذا الصدد.

خبير بيئي
أما الدكتور ناجي قديح، اختصاصي في الهندسة الكيميائية وخبير بيئي، فيؤكد لـ"إيلاف" أنه بعد معاينة صورة القارورة من قبله تبيّن أنها مسجلة ضمن رموز وكتابة على الملصق، وبعد مراجعتها يمكن القول إنها عبوة وحاوية لمواد مشعة، وبالتأكيد ليست نفايات مشعة، لأن الرموز الموجودة على الملصق تشير إلى أنها مواد مشعة للاستعمال، ويمكن أن تكون من النوع غير الإنشطاري، ولها استخدامات صناعية أو طبية أو مخبرية، والرموز الأخرى تشير إلى أنها موضبة ومعبأة بطريقة نظامية ومعيارية وفق المواصفات العالمية والأمم المتحدة المعنية بهذا الموضوع. بالتالي هي معدة للنقل، وهي مواد مشعة موضبة بطريقة نظامية تحضيرًا لنقلها.

أما ما الذي أوصلها إلى الأوزاعي، فصراحة لا أحد يعلم حتى الآن، وربما التحقيق في هذا الموضوع قد يدل في المستقبل على الأمر، ومعرفة إذا كان البحر قد لفظها أو وضعت من قبل أشخاص، على ضوء المواصفات والخصائص الفيزيائية والميكانيكية لها.

من جهة أخرى يشير قديح إلى أن الهيئة العامة للطاقة الذرية استلمتها و"نؤكد على أن الهئية الوطنية للطاقة الذرية التابعة للبحوث العلمية هي هيئة مهنية ومتخصصة وموثوقة، وبالتالي هي صاحبة إختصاص، وتعرف التعامل جيدًا مع هذا الموضوع، من خلال فحصها وتحديد خصائصها، وبالتالي أي معلومة علمية موثوقة يحتاجها الناس المفروض أن تؤخذ من الهيئة الوطنية للطاقة الذرية، ويبقى التداول الإعلامي غير الدقيق من شأنه أن يحدث بلبلة، ونحن بغنى عنه، والمسألة بيد أمينة، وبالتالي أي بيان يصدر من الهيئة الوطنية للطاقة الذرية هو البيان الموثوق والمعتمد، والذي يجب أن يتداوله الناس، ويوصل المعلومة الصحيحة للجمهور والقراء".

ويلفت قديح إلى أن المواد تبقى مشعة بحسب الملصق، وتبقى الأضرار محدودة، لأنها موضبة بطريقة نظامية، بحيث لا تشكل خطرًا، والمواد محفوظة بطريقة معيارية وعالمية، ولا يتوقع قديح أن تكون بشكلها الحالي مصدرًا للإشعاع المضر للصحة والمؤثر على صحة اللبنانيين.

ويبقى بحسب قديح بأنه ما يجب التدقيق به ما هو مصدرها وكيف وصلت والتحقيقات سوف تصل الى كل تلك الأمور.