بيروت: دخلت الخميس قافلة مساعدات انسانية تابعة لللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى منطقة عفرين في شمال سوريا، هي الأولى منذ بدء القوات التركية هجوماً ضد المقاتلين الأكراد فيها قبل أكثر من شهر.

وأوردت اللجنة على حسابها على تويتر "تمكن فريقنا اليوم بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري من الدخول إلى عفرين وتل رفعت بعد محاولات لعدة أسابيع لإيصال المساعدات التي يحتاجها المدنيون بشدة".

وقالت المتحدثة باسم اللجنة في دمشق انجي صدقي لوكالة فرانس برس "إنها أول قافلة لنا تدخل عفرين منذ بدء الهجوم على المنطقة" في 20 كانون الثاني/يناير.

وتتألف القافلة من 29 شاحنة محملة بـ 7450 سلة عذائية فضلاً عن مستلزمات صحية وفرش وأغطية وثياب وغيرها.

ومن المفترض أن تكفي المساعدات لـ50 ألف شخص في عفرين، وفق صدقي التي أوضحت أنه سيتم إفراغ حمولتها في مدينتي عفرين وتل رفعت، على أن يتولى الهلال الاحمر السوري توزيعها في مناطق عدة.

ودفع الهجوم التركي المستمر آلاف الأشخاص للنزوح خصوصاً من المنطقة القريبة من الحدود، وتوجه جزء كبير منهم إلى مدينة عفرين، وآخرون لجأوا إلى مناطق محاذية تحت سيطرة قوات النظام.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 140 مدنياً جراء القصف التركي على منطقة عفرين، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين وتقول إن عمليتها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.

وحذرت منظمة العفو الدولية بدورها في بيان الأربعاء من أن "تصعيد الهجوم على عفرين يعرض حياة مئات المدنيين للخطر".

ونقلت المنظمة عن أهالي في مناطق حدودية "كيف تعرضوا لساعات من القصف العشوائي، حتى بعدما وعدت القوات التركية بضمان الحماية للمدنيين. وفر البعض من بيوتهم بعدما رأوا جيرانهم يقتلون".

وتتواصل الاشتباكات مع قصف جوي تركي على محاور عدة في عفرين، ويشارك في القتال إلى جانب وحدات حماية الشعب قوات محدودة أرسلتها الحكومة السورية بالتنسيق مع الأكراد.

ويتصدى المقاتلون الأكراد، الذين أثبتوا فعالية قي قتال تنظيم الدولة الإسلامية، للهجوم التركي إلا أنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل يتخللها قصف جوي.

وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بروسك حسكة لفرانس برس "لن تستطيع الدولة التركية الوصول إلى هدفها (...) ولن تتمكن من الاستقرار في أي منطقة من مناطقنا".

ومنذ بدء الهجوم حققت القوات التركية تقدماً عند المنطقة الحدودية بين عفرين وتركيا. وتمكنت من ربط مناطق نفوذها الممتدة من جرابلس في شمال شرق حلب وصولاً إلى الشريط الحدودي مع عفرين.

وسيطرت القوات التركية حتى الآن على 75 قرية وبلدة، وفق المرصد.

واعتبرت تركيا أن قرار وقف اطلاق النار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي السبت "لا يؤثر" على عملية عفرين، فيما طالبت فرنسا ودمشق بضم عفرين إلى الهدنة.