إيلاف من نيويورك: لعل أهم ما يميز ادارة الرئيس الاميركي، دونالد ترمب، كثرة عدد الموظفين البارزين الذين غادروا البيت الابيض خلال مدة زمنية قصيرة. 

ترمب القادم من عالم الاعمال في نيويورك الى دنيا السياسة في واشنطن، يبدو أنه حقق رقما قياسيا في عدد المغادرين والوافدين الى البيت الابيض الذي لم يشهد مثل هذه الحركة أقله منذ انتهاء الحرب الباردة. 

المسلسل سيتواصل

ولن يقف العداد الخارجين من البيت الابيض عند مديرة الاتصالات هوب هيكس، فأسماء كبيرة مرشحة للمغادرة عند أقرب فرصة يجدها ترمب مناسبة لاجراء تغييرات جديدة، واللافت أن سيف الاقالة او الاستقالة، يهدد معظم المسؤولين الكبار في الادارة.


الرئيس لا يكترث

وفي الوقت الذي تسلط وسائل الاعلام الاضواء على ما يجري في البيت الابيض لناحية الشخصيات التي تستقيل طوعا او كرها، يتعاطى الرئيس الاميركي بطريقة عادية مع هذا الموضوع، فحملته الانتخابية تناوب على قيادتها، كوري ليفاندوفسكي، وبول مانافورت، وستيفن بانون، فالاول خرج بسبب تضارب الاراء الدائم مع ايفانكا وجاريد كوشنر، ورحل مانافورت بسبب عمله مع احزاب وشخصيات سياسية في العاصمة الأوكرانية كييف، بينما نجا بانون من الفيضانات التي ضربت الحملة ليسقط في اعاصير الادارة. 

أول الراحلين بعد الانتصار

وفي حين يعتبر البعض ان مايكل فلين يحمل لقب اول المغادرين من سفينة ترمب في مرحلة ما بعد الفوز بالانتخابات، يحظى حاكم نيوجرسي السابق كريس كريستي بهذا الشرف ولو بشكل غير رسمي، وذلك بعدما عينه ترمب لساعات كرئيس للفريق الانتقالي بعد فوزه بالانتخابات قبل ان يفقد منصبه لصالح نائب الرئيس مايك بينس.

حملة تطهير

وبعد أقل من شهر دوّن فلين اسمه في اللائحة، لينفرط عقد اركان المجلس القومي الذي كان يقوده، فلحقته كيت ماكفرلين، ثم خرج ايزرا كوهين واتنيك، وديريك هارفي وريتش هيغنز، في خطوة وصفت بعملية تطهير ارادها مستشار الامن القومي الحالي.

وبعد ايام على اقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، استقال مدير الاتصالات مايكل دبكي، ولحق به في الحادي والعشرين من حزيران، المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر، ثم رئيس اركان الموظفين في البيت الابيض رينس بريبوس.

استقالة كبير المساعدين

وقبل ان يطوي حزيران صفحته، بدأ جون كيلي رئيس الاركان الجديد عهده، بإزاحة انطونيو سكاراموتشي الذي لم يكن قد مضى على توليه منصب مدير الاتصالات عشرة أيام، وفي الثامن عشر من آب دقت ساعة النهاية بالنسبة لستيفن بانون كبير المساعدين الاستراتيجيين لدونالد ترمب، ولم يمض أسبوع واحد حتى لحق به نائبه سيباستيان غوركا، ومع نهاية شهر ايلول استقبال وزير الصحة طوم برايس. 

العودة الى التخبط

ومر أوكتوبر ونوفمبر بهدوء، لا استقالات ولا اقالات، وظن كثيرون أن جون كيلي أمسك بخيوط اللعبة، ولكن مع نهاية الاسبوع الاول من شهر ديسمبر، أُعلن عن اقتراب موعد رحيل نائبة هيربرت ماكماستر، دينا حبيب باول، وفي الثالث عشر من الشهر نفسه، خرجت لياسيون اوماروزا نيومان.

الناجي الوحيد

وتلقى جون كيلي في شباط 2018، أقسى ضربة مع خروج سكرتير الموظفين روب بورتر، ثم استقال نائب مدير الاتصالات، جوش رافيل، ووصل الدور الى هوب هيكس الشخصية الموثوقة من قبل ترمب الذي لم يتبقى الى جانبه من المجموعة الخاصة التي كانت تعمل معه قبل الانتخابات، سوى دان سكافينو مسؤول مواقع التواصل الاجتماعي.