حولت الأميرة علياء السنوسي، أو أميرة الفن، مدينة مراكش إلى متحف كبير، تنظم فيه الفاعليات الراقية، يحضرها أقطاب الفن وهواته من كل بلدان الأرض.

أصبحت مدينة مراكش أخيرًا مركز عالم الفن المعاصر بعدما بادرت الأميرة التي لا تكل علياء السنوسي إلى تنظيم سلسلة من الفعاليات في أنحاء المدينة، حتى أن غلين لاوري، مدير متحف الفن الحديث في نيويورك، كتب في سجل زيارات متحف الفن الأفريقي المعاصر الذي افُتتخ أخيرًا: "برافو!"، تعبيرًا عن اعجابه. 

المعروف أن الأميرة علياء عضو مجالس إدارة متاحف وغاليريات فنية عديدة، من تيت في بريطانيا إلى غاغنهايم في الولايات المتحدة، حتى باتت تُعرف بلقب "أميرة الفن". 

بداية جديدة

من الذين حضروا في مراكش كان يوجينيو ساندريتو ريبودينغو الذي تملك عائلته مجموعة من أثمن المجموعات الفنية في إيطاليا، وفاليري بلير مديرة غاليري ماريان غودمان في لندن. 

فندق المأمونية

ومناسبة وجود هذه الأسماء اللامعة في عالم الفن هي معرض 1:54 للفن الأفريقي المعاصر الذي أُقيم أول مرة في أفريقيا نفسها، واستضافه فندق المأمونية أرقى فنادق مراكش. 

كان معرض 1:54 أُطلق في لندن في أواخر عام 2013 للتعريف بنتاج الفنانين الأفارقة، وسرعان ما لاقى نجاحًا ساحقًا. ومنذ عام 2015، يُقام هذا المعرض سنويًا في نيويورك أيضًا.

لكن مؤسسة المعرض ومديرته الفنانية المغربية ثريا الغلاوي ترى أن إقامة المعرض على أرض أفريقية مثل مدينة مراكش يشكل بداية جديدة. وقالت إن الهدف ليس إيجاد مقتنين أفارقة وبناء سوق محلية للفن فحسب، بل إن الفنانين أنفسهم في الحقيقة أرادوا عرض أعمالهم في قارتهم. 

في هذه الأثناء، اكتشف المهتمون بالفن العالمي أن حياة مراكش الثقافية، من المتاحف الخاصة إلى صالونات الفن المعاصر الجديدة، تشهد تطورًا استثنائيًا. 

17 صالونًا فنيًا

كان المعرض نفسه فاعلية صغيرة شارك فيها 17 صالونًا فنيًا من أفريقيا وأوروبا، لكن الحجم ليس كل شيء كما يؤكد نجاح المعرض ناجحًا كبيرًا بكل المعايير. وبعد أن نال الزوار كفايتهم من المعرض توجهوا إلى متحف إيف سان لوران الذي افتُتح في مراكش في أواخر عام 2016، في مبنى ذي عمارة جريئة صممها مهندسون من شركة كي أو في باريس. 

متحف الفن الأفريقي المعاصر الذي يقع على أطراف مراكش متحف خاص يموله رجل الأعمال المعروف العلمي لزرق. وتُعرض أعمال من مجموعته الفنية في الطابق العلوي للمتحف. 

منذ منع المغرب إنتاج الأكياس البلاستيكية واستعمالها في عام 2016، قرر فنانوه الشباب الذين احتضنوا هذه الرسالة البيئية أن يوظفوا الموجود من صفائح البنزين والقناني وغيرها من المنتوجات البلاستيكية في اعمالهم الفنية. 

في هذه الأثناء، تشهد منطقة جليز انبثاق صالولات للفن المعاصر في أبنيتها الأنيقة التي يعود تاريخها إلى اوائل القرن العشرين لتكون شاهدًا على أن مراكش مدينة الفن الذي نحى جانبًا صناعة السجاد والأحذية الجلدية المدببة التي اشتهرت بها المدينة. من يريد التمتع بالفن أو شراءه، فمراكش هي مدينته. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط:
https://www.telegraph.co.uk/luxury/art/la-mamounia-154-art-marrakech/