لا أسبيرانزا: أعلن الإدعاء العام في هندوراس اعتقال الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الطاقة بتهمة التخطيط للجريمة التي أودت قبل عامين بحياة بيرتا كاسيريس، الناشطة البارزة في الدفاع عن البيئة والشعوب الأصلية في هندوراس.

وقال مكتب المدعي العام في بيان الجمعة إن الشرطة اعتقلت المهندس روبرتو ديفيد كاستيللو ميجيا "بصفته المخطط لجريمة" قتل كاسيريس.

أفاد مسؤولون أن كاستيللو عمل كرئيس تنفيذي لشركة ديسارولوس إينرجيتيكوس (ديسا) التي كانت كاسيريس تقوم بحملة ضد مخططها لبناء سد كهرومائي على أحد الأنهار قبل مقتلها. أضاف البيان إن كاستيللو كان "مسؤولًا عن تأمين الإمدادات وموارد أخرى لمنفذي الجريمة".

كاسيريس قبل مقتلها كانت تقوم بحملة ضد مخطط لشركة "ديسا" لبناء سد على نهر يعتمد عليه شعب لينكا في معيشتهم، وهم من السكان الأصليين في هندوراس. 

وفي 2 مارس 2016 أطلق مسلحون مقنعون النار عليها في منزلها في مدينة "لا أسبيرانزا" في شمال غرب العاصمة تيغوسيغالبا وكانت تبلغ 44 عامًا. أثارت جريمة قتل كاسيريس غضبًا دوليًا، وأبرزت المخاوف التي تهدد الناشطين في هندوراس.

واعتقل ما يزيد على ثمانية أشخاص على علاقة بالجريمة، بينهم موظفون في "ديسا"، لكن عائلة كاسيريس كانت تطالب دائمًا بالقبض على المخططين الرئيسيين للجريمة. 

وقالت شركة "ديسا" في بيان بعد عملية الاعتقال إن "كاستيللو كما كل موظفي ديسا لا علاقة له أبدًا بالحادثة الأليمة التي أنهت حياة السيدة بيرتا كاسيريس". أضاف البيان "بكل احترام نطالب بإطلاق السراح الفوري للسيد كاستيللو". يشار إلى أن مشروع ديسا لبناء السد الكهرومائي معلق حاليًا، إلا أنه لم يتم إلغاء مخططه بعد.

والجمعة قادت بولينا غوميز الناشطة من شعب لينكا الأصلي تظاهرة من 400 شخص في الشارع الرئيس في "لا أسبيرانزا" وخطبت فيهم عبر مكبر الصوت أن كاسيريس "علمتنا أن ندافع عن النهر والأرض والغابة، ونحن لن نستسلم". وقالت أوسترا بيرتا فلوريس والدة الناشطة الراحلة لفرانس برس إن محامي عام هندوراس أوسكار شينشيللا رفض طلبها تعيين لجنة دولية للتحقيق في الجريمة.

وتزعم فلوريس أن كاستيللو زار كاسيريس قبل مقتلها "وحاول تخويفها ورشوتها" من أجل وقف حملتها ضد الشركة التي تبني السد.

أما أوليفيا زونيغا ابنة كاسيريس، التي باتت عضوًا في البرلمان في هندوراس، فقالت إنها ستقدم مشروعًا لإلغاء بناء السد، إضافة إلى 48 مشروعًا مشابهًا لبناء سدود في غرب هندوراس.

وقالت إريكا غوفارا روساس مديرة أميركا في منظمة العفو الدولية الجمعة إن الفشل في حل قضية كاسيريس "يبعث رسالة اطمئنان إلى أن المدافعين عن حقوق الإنسان يمكن قتلهم بدون عقاب إذا امتلكوا الجرأة، وقاموا بمساءلة أصحاب السلطة في هندوراس". 

وتعيش هندوراس أزمة سياسية منذ أشهر تسببت بمقتل العشرات وسجن المئات منذ أن أعلن الرئيس خوان أورلاندو هيرنانديز فوزه بولاية رئاسية جديدة.

ويتهم أنصار سالفادور نصرالله المرشح الخاسر الرئيس هرنانديز المدعوم من الولايات المتحدة بالتأسيس لديكتاتورية عسكرية"، ويصرون على أن الانتخابات تم تزويرها.