دخل صاروخ "تاو" أميركي الصنع وأسلحة متنوعة ثقيلة خط المواجهات العسكرية في محافظة إدلب بين "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقًا) و"جبهة تحرير سوريا" (تحالف الزنكي وأحرار الشام) مع دخولها يومها الـ13 بين كَر وفر ودخول الحزب الإسلامي التركستاني على الخط حليفًا للنصرة، حيث تتواصل المعارك بين "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام" في ريفي إدلب وحلب لإعادة المناطق التي خسرها.

إيلاف: شهد ريفا إدلب وحلب مواجهات عنيفة استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، إضافة إلى استخدام الصواريخ الحرارية في استهداف أرتال وعناصر الفصائل المتقاتلة. وعرضت "جبهة تحرير سوريا" اليوم، الأحد صورًا لتدمير دبابة لهيئة تحرير الشام (النصرة) بعد استهدافها بصاروخ "التاو"، أثناء محاولتها التقدم على محور قرية السعدية وقرية عاجل في ريف حلب الغربي.

سيطرة متبادلة
وبحسب مصادر وصفحات تابعة ومقربة لـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، حققت في الأيام الأخيرة تقدمًا في ساعات المساء، بالسيطرة على قريتي تقاد والسعدية في غرب حلب.

وحاولت صد محاولة تقدم لجبهة تحرير سوريا على مدن وقرى جبل الزاوية، التي أشارت إلى استخدام الدبابات خلال المواجهات العسكرية.

وبعدما رشحت معلومات عن السيطرة الميدانية لجبهة تحرير سوريا على حساب النصرة، يتم الحديث الْيَوْم عن سيطرة متبادلة للطرفين في مناطق عدة، آخرها في ريف إدلب الجنوبي.

ولكن بكل الأحوال، فإن دخول " التاو "في المواجهات الحالية بين الفصيلين يعتبر الأول من نوعه ويعتبر أمرا محيرا بالنسبة للمتابعين ولكنه قد يكون مؤشرًا للرغبة في إنهاء المعارك سريعا باستخدام كل ما يملكه الطرفان من أسلحة أو وصول أسلحة جديدة لاستكمال السيطرة .

معارك جبل الزاوية الأعنف
ما أجّل سيطرة "جبهة تحرير سوريا" أنه منذ يومين استعادت "هيئة تحرير الشام" السيطرة على مناطق واسعة من ريفي حلب وإدلب، وهي التي كانت قد خسرتها في معاركها الأخيرة ضد "هيئة تحرير سوريا"، وذلك بعدما حسم أمره "الحزب الإسلامي التركستاني"، وتدخل إلى جانب "تحرير الشام"، بعد اتفاق لم يعرف مضمونه، ووسط اتهامات طالت "فيلق الشام" بتجاهل المطالب الشعبية، وعلى الرغم من بقاء المدن الرئيسة في إدلب تحت سيطرة "تحرير سوريا".

لكن الأيام المقبلة تنذر بمواجهات حاسمة لمصلحة أحد الطرفين، رغم المفاجآت التي جرت مع ما قلناه عن بدء استرجاع هيئة تحرير الشام بعض المناطق، وعدم استمرار رجحان سيطرة "حركة نور الدين الزنكي" و"أحرار الشام" (جبهة تحرير سوريا).

وتركزت أعنف المعارك في ريف حلب الغربي باتجاه دارة عزة التي تحاول الهيئة بمساندة الحزب التركستاني استعادتها بعد سيطرتها على قريتي تقاد والسعدية. كما تشهد قرى جبل الزاوية معارك سُميت بالأعنف منذ بدء الاقتتال بين الهيئة وألوية صقور الشام.

وقال ناشطون إن عشرات الجرحى من المدنيين أصيبوا جرّاء القصف المتبادل بين "هيئة تحرير الشام" و"ألوية صقور الشام" التي سيطرت على معظم قرى جبل الزاوية، وتتابع تقدّمها نحو أكبر معقل للهيئة في الجبل في بلدة كنصفرة، بينما تدور معارك عنيفة في شوارع بلدة كفرنبل في جنوب إدلب أسفرت عن إصابة مدنيين عدة بجروح، بينهم نساء وأطفال.

خطأ الأبزمو
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي للفصائل المتناحرة نشر أخبار مكثفة ومتضاربة، واتهامات بالتصفية والقصف باستخدام الأسلحة الثقيلة وحوادث انتحار وتفجيرات واعتقالات، وأخبار عن سيطرة متبادلة للمناطق في الوقت نفسه.

هذا فيما أشارت "هيئة تحرير الشام"، أمس السبت، حول الأحداث التي شهدتها بلدة "الأبزمو" في ريف حلب إلى دخول عناصر إليها ووضعهم قوة داخل القرية.

ونقلت وكالة "إباء" التابعة للهيئة، عن مصدرٍ عسكريّ في "تحرير الشام": أن "ما حدث في بلدة (الأبزمو) في ريف حلب من دخولٍ لعناصر (الهيئة) ووضع قوة داخلها خطأ لا ترضاه الهيئة وستعمل على عدم تكراره".

أضاف في محاولة لكسب ود الأهالي "نشكر أهلنا في (الأبزمو) على إلزامهم الأطراف في الاتفاق والوقوف أمام من يخرق الاتفاقيات، ونرجو من كل المناطق أن تحذو حذو أهلنا الأكارم في (الأبزمو)". وكانت الفصائل المتناحرة توصلت الى ما قيل إنه اتفاق بوجود أعيان وناشطين، يقضي بتحييد بعض المناطق.

اتفاق في بنش
فِي غضون ذلك، أكدت مصادر من مدينة بنش في إدلب، أن اجتماعًا عقد أمس في المدينة جمع وجهاءها مع ممثلين عن فصيلي هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، اتفق فيه المجتمعون على تحييد المدينة بشكل كامل عن الاقتتال الحاصل بين الطرفين.

اتفق الطرفان بموجب الاتفاق على تسليم كامل الحواجز في مدينة بنش إلى جيش الأحرار كطرف محايد، حيث بدأ تنفيذ الاتفاق بشكل فوري، وتم تسليم جيش الأحرار جميع الحواجز المحيطة بالمدينة من كلا الفصيلين.

كما اتفق الطرفان أيضًا على تبادل للمعتقلين في ما بينهم، حيث قامت جبهة تحرير سوريا بتسليم الهيئة اثنين من عناصرها معتقلين كما سلمت الهيئة معتقلا واحدا، وتعهدت بتسليم معتقل ثانٍ. 

تمخض الاتفاق أيضًا، إضافة إلى تحييد أبناء المدينة عن المشاركة في الاقتتال، منع خروج أبناء المدينة للمشاركة في القتال بشكل كامل، وإلزام العناصر الموجودين خارج بنش بعدم العودة إلى القتال في حال عودتهم إلى المدينة، وكان هناك شرط أنه في حال أخلّ أحد الطرفين بهذا البند من الاتفاق يكون الاتفاق كاملًا في حكم الملغى.