الرباط: يجد الفنان المغربي الشاب عبد الرحمن بوحلوكة ،28 سنة، متعة خاصة في تحويل الشواطئ القريبة من مسقط رأسه، مدينة أغادير (جنوب المغرب) إلى لوحات فنية زاهية، برسم العديد من الأشكال الهندسية و الرسومات المستوحاة من الطبيعة، بشكل دقيق ومنسجم، يسر الناظرين.

يقول بوحلوكة في اتصال مع "إيلاف المغرب":" أنا محترف فنون الحدائق وأحب كذلك فنون الأرض، و بما أني أسكن بمحاذاة البحر، أجد نفسي دائما في حالة إبداع من أجل إنجاز أشياء مميزة و مختلفة في هذا الفضاء الشاسع و الممتد".

رسومات رهينة بالطبيعة

وعن السبب وراء اقتحامه لعالم الرسم في رمال الشواطئ والسواحل بالمغرب، يضيف بوحلوكة"روادتني الفكرة مباشرة بعد مشاهدتي لفيلم وثائقي يتناول فنون الأرض، من خلال عرض تجربة أحد الفنانين الغربيين، و عمله على صنع مجسمات كبيرة باستخدام الأحجار، و هو ما خلق لدي فضولا كبيرا نحو استكشاف هذا الفن و سبر أغواره، عن طريق محركات البحث عبر الأنترنت وموقع يوتيوب، لأفاجأ بوجود عدد كبير من الناس المهتمين بالعمل في مجال الرسم والنحت على الرمال عالميا".

 

 

وحول الدافع الأساسي وراء إنجاز رسومات في الشواطئ، رغم أنها لا تدوم طويلا، بحيث تمحى سريعا بمجرد أن تصل إليها أمواج مد بحري بسيط، يعتبر الفنان الشاب أن الأمر لا يشكل عائقا بالنسبة له، فمن الجيد أن تمحو الأمواج القادمة هذه الرسومات، حتى يكون باستطاعته المجيء مجددا والعمل على أشكال جديدة، في مرسمه الطبيعي (البحر)، دون الحاجة لوجود أوراق أو أقلام ملونة أو صباغة.

فنان عصامي

يؤكد بوحلوكة أن قيامه بهذه الرسومات الضخمة في رمال البحر بدأ بشكل عصامي، دون أن يقوم بدراسة هذا الفن في وقت سابق، و هو ما يتبين من خلال معاينته للمجسمات التي يرسمها فنانون أجانب، فضلا عن متابعة مقاطع الفيديو الخاصة بهذا النوع من الرسم عبر الأنترنت.

 

 

ويشير الى أن استعداداته للرسم تبدأ من المنزل أي قبل الذهاب للشاطئ، مستعينا بورقة للرسم، بيكار ومسطرة، ليتم لاحقا حفظ الرسومات المنجزة قبل وضعها بشكل كامل و دقيق على أرض الواقع، حينما تسمح الأحوال الجوية و أحوال البحر خاصة بذلك.

وبشأن تركيزه على شواطئ مدينة أغادير ونواحيها، يقول بوحلوكة "توفر المنطقة على جبال يسهل من عملي بشكل كبير، بحيث يمكنني من الرؤية و أخذ صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو للأعمال التي أقوم بها، قصد الاحتفاظ بها، لأنها ستنمحي سريعا، لذا فمن الضروري توثيقها".

ويعتبر بوحلوكة أن تقنية الرسم التي يعتمدها و ما يصطلح عليها بـ Beach art لا توجد في المغرب والدول العربية عامة، فهناك فقط 15 فنانا ينشطون على مستوى العالم، منهم 6 يقومون بأعمال احترافية.

 

 

يضيف قائلا"فكرة Beach art لم تصلنا بعد، و نحن لسنا متعودين عليها، فضلا عن كون العديد من المواطنين يجهلونها تماما ولا يعرفون تفاصيلها أو معلومات حولها إسوة بباقي الفنون".

وبخصوص أعماله المستقبلية، يقول الفنان الشاب إن هناك مجموعة من الأشياء سيعكف على العمل عليها لاحقا، بتوظيف أفكار ومواضيع جديدة في الرسم، إضافة إلى الاعتماد على تقنية 3Dالتي تتميز بكونها معقدة من حيث التطبيق.