لندن: يمتد تاريخ صناعة النبيذ في تونس 2000 سنة، لكن إنتاجه تراجع بعد الاستقلال والتأميم ورحيل الخبرات الأوروبية. وانتعشت صناعة النبيذ مجددًا بإعادتها إلى القطاع الخاص، وهي الآن في وضع واعد وإن كانت تراوح في مكانها.

السبب الرئيسي للركود الذي أصاب صناعة النبيذ التونسي هو الأزمة الأخيرة في قطاع السياحة الذي يستهلك نصف إنتاج تونس من النبيذ. كما أن تونس بلد حديث ومنفتح نسبيًا، والكحول مسموح به، بل إن مبيعات البيرة هي الأعلى بنصيب الفرد الواحد في العالم العربي. لكن، ما زال هناك وصمة اجتماعية ترتبط بتعاطي الكحول، والحانات والمطاعم التي تقدمه هي الفاخرة والسياحية أو الهابطة سيئة الصيت.

نبيذ تونس الوردي

في هذه الأثناء، ما زالت مخمرة دومين كوروبي تنتج النبيذ الوردي بكميات تجارية متزايدة، هي ونحو 12 مخمرة أخرى في شراكة بين ملاك تونسي لمزارع الكروم ومستثمر فرنسي.

وأكد لودوفيك بوشار، الخبير في صناعة النبيذ، إنتاج تشكيلة ناجحة من النبيذ الوردي الذي يتمتع تقليديًا بشعبية واسعة في تونس، وهو قوي بما فيه الكفاية لتلبية أذواق السوق العالمية. كما صنع الخبير بوشار أنواعًا من النبيذ الغازي المعبأ بقوارير مزينة بملصقات جديدة براقة.

تعاقدت مخمرة دومين كوروبي لتنفيذ مشروع جديد هدفه ترويج سياحة النبيذ في تونس. وهذه خطوة جريئة إزاء وصول أول فوج من السياح البريطانيين بعد ثلاث سنوات من الغياب، في أعقاب الهجمات الإرهابية على متحف باردو ومنتجع سوسة.

يأتي المسار الجديد لصناعة النبيذ التونسية نتيجة مبادرة إيطالية - تونسية مشتركة، بدعم من الاتحاد الاوروبي، أُطلق عليها اسم العالم الزراعي والقائد العسكري القرطاجي ماغون بوصفه أبًا لزراعة الكروم. ويجمع مسار ماغون للنبيذ التونسي بين المواقع الأثرية ومزارع الكروم.

إلى ليبيا

تتضافر مبادرة صانعي النبيذ التونسيين مع تاريخهم العريق ونوعية منتوجهم لتقديم صورة مشجعة عن آفاق النبيذ التونسي، على الرغم من محدودية السوق المحلية. فمنتجعات حمامات وسوسة ذات واجهات بحرية تحف بها المطاعم التي تقدم النبيذ، لكن المحلات التي تقدمه نادرة ومتباعدة مع التوغل في العمق، بعيدًا عن المناطق السياحية.

هناك استثناءات بالطبع. فاتباع طريق مورناغ إلى الساحل الشرقي يوصل الزائر إلى مدينة نابل ومتحفها الصغير الممتاز، وفيها سيجد خمسة مطاعم مرخص لها بتقديم النبيذ بينها دار صبري التي تقدم أطباقًا تونسية فاخرة مع أنواع من نبيذ مخمرة كوروبي حصرًا. وفي العاصمة نفسها، هناك خيارات عديدة متاحة للزائر في الضواحي السكنية الساحلية الأنيقة.

لحماية النبيذ التونسي، فرضت الحكومة رسومًا كبيرة على استيراد النبيذ الأجنبي، لكن شركات عالمية عديدة تأمل مع ذلك بدخول السوق التونسية. ويتعين على مصدري النبيذ التونسي أن يتنافسوا مع طوفان متعاظم من الخيارات العالمية المتاحة. لكن النبيذ الجيد لا يخشى المنافسة. وتمكنت مخمرة كوروبي من إيجاد منفذ غير متوقع هو ليبيا المجاورة. واحد زبائن مخمرة كوروبي خارج المطاعم الفاخرة متجر في جزيرة جربة التي تشكل معبرًا لوصول النبيذ التونسي إلى ليبيا.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "إندبندنت". الأصل منشور على الرابط:

http://www.independent.co.uk/life-style/food-and-drink/tunisia-wine-revival-kurubis-magon-itinerary-a8229541.html