إيلاف من دبي: ينوي جيفري آرتشر، الكاتب والنائب السابق في مجلس العموم البريطاني، بيع مجموعته الكاريكاتورية كلها، بما فيها 17 رسمًا كاريكاتوريًا نادرًا لونستون تشرشل. فهو جمع 225 رسمًا تصور عقودًا من الحياة السياسية البريطانية، ولحظات رئيسية في سيرة تشرشل المهنية.

وهو إذ يبيع مجموعته اليوم، فإنه يكشف أن كان نوى تركها إرثًا للأمة، لكن ما خذله هو عجزه عن العثور على معرض فني يرضى بعرضها. وزعم أن تلك المعارض التي أبدت اهتمامها بامتلاك هذه المجموعة أوضح له استحالة عرض الرسوم الكاريكاتورية كلها في وقت واحد. وبعض هذه المعارض دعاه إلى توضيبها وحفظها كي يدرسها العلماء والباحثون. إلا أن آرتشر فضّل بيعها في مزاد علني يذهب ريعه إلى الجمعيات الخيرية، ما يتيح للمعجبين بفن الكاريكاتور فرصة امتلاك صور قديمة منسية لتشرشل.

تفصيلات سياسية

بحسب تقرير نشرته "تلغراف" البريطانية، تضم هذه المجموعة التي ستعرضها دار سوثبي للمزادات، 17 رسمًا كاريكاتوريًا مختلفًا لتشرشل بريشة 12 رسام كاريكاتير، تمتد على ستة عقود، تبين تفصيلات أيام الأولى في الحياة السياسية في عام 1907، حتى الاحتفال بعيد ميلاده الثمانين. وبين هذه الرسوم واحدٌ رسم في عام 1907، يمكن القول إنه أكثرها قسوة إذ يظهره برأس كبير الحجم.

ثمة رسم آخر من عام 1954، تظهر الهستيريا العامة الناجمة التي سببتها لوحة رسمها غراهام ساذرلاند لمناسبة عيد ميلاد تشرشل الثمانين، تصور السيدات وقد أصبن بالإغماء ما أن رأوها. وكان تشرشل نفسه يكره هذه اللوحة، ويصفها بكلمات جافة: "إنها مثال بارز على الفن الحديث".

وهناك رسم ثالث يظهر تشرشل على كرسي حاملًا مسودة خطاب كما كان ينظر إلى كبار رجال الدولة قديمًا، إضافة إلى العديد من الأعمال التي تناولت عادات عرف بها تشرشل، كتدخين السيجار الثقيل، ووقوفه في مجلس العموم وقفة الفاتحين، وتنافسه مع ديفيد لويد جورج على الزعامة البريطانية مع التعليق: "ماذا لو نرمي جنيهًا معدنيًا فتعرف من يفوز؟".

بعد المراقبة

في سجل سوثبي، كتب آرتشر أن هذه المجموعة كانت ستكون ضعف ما هي عليه اليوم، إلا أن مراقبة تاجر الفن كريس بيتلس لجودتها أدى إلى انحسار عددها.

أضاف: "لطالما كنت مفتونًا بالسياسة، لذلك وجدت في جمع المجموعة سرورًا كبيرًا. فبعض الرسوم يبين أشخاصًا عملنا معًا، وآخرين ينزلون منزلة رفيعة في تاريخنا، وحين قررنا كريس وأنا البدء بجمع مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية السياسية تمتد 30 عامًا، ما أدركنا أننا سنجمع 225 رسمًا".

الجدير بالذكر أن عملية بيع هذه المجموعة بالمزاد العلني ستتم في دار سوثبي في 14 مارس الجاري، ويقدر أن تراوح أسعار اللوحات الكاريكاتورية بين ستة آلاف وثمانية آلاف جنيه استرليني.

يذهب ريع هذا المزاد إلى 11 مؤسسة خيرية وبحثية، بينها المتحف العلمي ومؤسسات تعنى بالمرأة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "تلغراف". الأصل منشور على الرابط:

https://www.telegraph.co.uk/news/2018/03/03/winston-churchills-life-cartoons-will-not-go-public-display/