من المسؤول عن تدمير حياة الممثل اللبناني زياد عيتاني الشخصية والمهنية والعائلية، ومن يقف وراء تسريب الفبركات في وسائل الإعلام من دون التدقيق بمصادر الأخبار وصدقيتها؟.

بيروت: بعد "فضيحة" قضية الممثل زياد عيتاني والحديث عن فبركة مقصودة في ملفه أوقعت به، يطرح الكثيرون السؤال عن من ظلم زياد عيتاني، ومن يتحمل مسؤولية تدمير حياته الشخصية والمهنية والعائلية؟

ويؤكدون أن الظلم وقع عليه من السلطة السياسية والأمنية أولاً ومن ثم من المجتمع، وكذلك الإعلام الذي اكتفى بنشر ما أريد تسريبه من فبركات، حيث ضجت وسائل إعلام ومواقع إعلامية بدسائس وسيناريوهات من دون التأكد من مصدرها وسعيًا فقط وراء السبق الصحافي.

في هذا الصدد، يقول الأكاديمي مفيد جمعة لـ"إيلاف" إن السبق الصحافي يتمثل في حقيقة الأمر بالخبر الصحافي أكثر من غيره من صور الأعمال الصحافية، حيث أن الحصول على الخبر الصحافي والإنفراد به يشكّل السبق الصحافي للصحيفة أو للمؤسسة الإعلامية ولكن ليس كل خبر صحافي يشكل سبقًا صحافيًا.

الصالح العام

ويؤكد جمعة "أن الغاية الأولى من الصحافة هي جمع الأخبار التي تمس الصالح العام، والخبر هو الحجر الأساس في بناء الصحيفة قديمًا وحديثًا، ومصادر الخبر متعددة منها الداخلي، حيث يعتمد على مندوبي الصحيفة في جمع هذه الأخبار وتزويد الصحيفة بها، ومنها المصادر الخارجية، حيث تعتبر وكالات الأنباء العالمية مصدرًا رئيسيًا لجمع الأخبار الخارجية، بالإضافة للمراسلين الخاصين بالصحيفة في الخارج، فالخبر الصحافي يعتبر العمود الفقري لكافة الوسائل الإعلامية لأنه يحمل في ثناياه الجديد والمتجدد من الوقائع وينقل توضيح وتفسير وتفاصيل الأحداث، وبالتالي فإن الخبر الصحافي يمتاز بخطورته لأنه يحمل في ثناياه المعلومات الدقيقة عن أحداث هامة تقع في أرجاء العالم، ويؤثر بشكل مباشر في المواقف والمصالح الدولية، كما يلعب دورًا كبيرًا في تحديد المواقف الدولية من الأحداث من خلال مدى التأثير السلبي أو الإيجابي بأبعادها".

ويضيف: "يجب على الصحافي عند نقله خبرًا معينًا كما هو الحال بالنسبة لخبر عيتاني، يجب عليه أن يتوخى الدقة في نقل هذا الخبر، ويتحرى عن مدى صدقه، فالصحافي أثناء تقصيه للأخبار يجب عليه أن يكون قادرًا على الحكم على مدى صدق الخبر، وبعد ذلك يقوم بكتابته، كما أن الأخبار يجب أن تكون ذات صدقية وتحمل الأسلوب المشوق".

الموضوعية

بدوره، يعتبر الإعلامي علي الأمين في حديثه لـ "إيلاف" أن الإنحياز الإعلامي يضرب الموضوعية إلى حد كبير، وهذا يستتبع برأيه أيضًا تراجعًا في أصول التعامل مع القضايا السياسية والإجتماعية وغيرها، لأن من الأساس هناك خيار بالإنحياز، ولا تصبح الأولوية للمهنية بقدر ما تصبح موقفًا سياسيًا يريد إيصاله الإعلامي، وهذا يؤثر على المهنية الإعلامية ويكتسب هذا السلوك أهمية بسبب الإنقسام في المجتمع الذي يجعل من الرأي العام رأيًا حزبيًا طائفيًا ومذهبيًا".

وهذا الرأي غير معنيّ بالصدقية والموضوعية.

التدقيق

ويرى الأمين أيضًا أن السرعة في نقل الخبر تدفع الإعلاميين في الكثير من الأحيان إلى عدم التدقيق في المادة الإعلامية ومصادرها، إذ يعتبر الإعلامي أن هذا هو مدخل الترقي السريع، فلا ينظر حينها إلى الموضوعية والمهنية، لأن مسارها طويل ومكلف، بمعنى أن هدف الإعلاميين بات تحصيل المكاسب السريعة، ولا يهتمون بصورتهم إنما بالكسب السريع، خصوصًا أن وضع البلد يعزز ذلك، إذ لا يشار إلى أهمية الإعلاميين الموضوعيين والمهنيين إلا بعد وقت طويل، ولكن على مستوى المؤسسة الإعلامية التي يعملون فيها، فإن من يواجه هذا المصير صاحب طريق صعب وقد لا يُعطي هذا المنحى من السلوك أهمية، ما يعزز من نماذج الإعلاميين الذين لا يتحرون بدقة عن مصادر المعلومات، وتبقى تلك المعلومات بعيدة عن المهنية، حيث الاستعراض يبقى سيد الموقف.