نصر المجالي: بدأت اليوم الأربعاء فعاليات أول زيارة رسمية للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي للمملكة المنحدة وتمتد لثلاثة أيام ووصف الزياة بـ"التاريخية" وسط اهتمام بريطاني بالغ لمستقبل علاقات استراتيجية أكثر متانة بين لندن والرياض. 

ويعقد الأمير محمد بن سلمان أول قمة له في زيارته الراهنة مع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في مقر 10 داونينغ ستريت بينما ستكون القمة الثانية يوم الخميس في قصر تشيكرز وهو المقر الريفي لرؤساء الحكومات البريطانيين. 

وعلى نحو غير مسبوق في البروتوكول الملكي البريطاني سيتناول ولي العهد السعودي الغداء مع الملكة إليزابيث الثانية، كما سيتناول الأمير العشاء مع ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز وزوجته كاميلا.

وردت الحكومة البريطانية على بعض الاحتجاجات على هامش زيارة الأمير محمد بن سلمان، بالتأكيد على أن رئيسة الحكومة ستدعو خلال القمة إلى التعجيل بمحاولة التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. 

وقالت الحكومة البريطانية إن رئيسة الوزراء سوف "تقر بالخطوات" التي اتخذتها السعودية في الآونة الأخير للتعامل مع الأزمة لكنها ستؤكد كذلك على أهمية "الوصول الكامل وغير المقيّد للمواد الإنسانية والتجارية" عبر الموانئ التي أغلقها التحالف في وقت سابق.

مقال محمد بن نواف

وإلى ذلك، رد السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف على سلبية الانطباع عن المملكة لدى الرأي العام البريطاني، بالدعوة إلى ملاحظة التغييرات التي تحدث بسرعة في المشهد الاجتماعي، والتي تقف وراءها إصلاحات ولي العهد.

وفي صحيفة (فاينانشال تايمز) كتب في زاوية (الرأي) مقالا بعنوان "السعودية لن تستطيع وحدها تحقيق طموحاتها"، أوضح الأمير محمد بن نواف سبب زيارة ولي العهد لبريطانيا، مركزا على أهمية أن تؤثر التغيرات التي تجري في السعودية على العلاقات الجيدة التي تربط البلدين منذ مئة عام.

وذكّر السفير السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، وهو حق حصلت عليه مؤخرا، كما يشير إلى بعض التغيرات في وضع المرأة في مجالات أخرى.

خريجو السعودية

ويقول محمد بن نواف إن أكثر من نصف خريجي الجامعات في السعودية هم من النساء، كما يذكر تعيين أول امرأة سعودية في منصب رسمي رفيع في شخص تماضر بنت يوسف الرماح، نائبة وزير العمل.

ويؤكد أن حضور النساء في قطاع الأعمال السعودي بات واضحا للعيان. كما يشير إلى الانفتاح الذي شهدته البلاد مؤخرا في حقل الترفيه والثقافة، حيث تخطط سلطة الترفيه إلى إقامة 5 آلاف عرض فني وثقافي في عام 2018.

وفي الأخير، يرى السفير أن هذا التوقيت مناسب جدا لإلقاء نظرة على فرص تعزيز العلاقات بين بريطانيا والسعودية، فالأولى تستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي والثانية تخطط لتغيير جذري في ملامح اقتصادها حتى يصبح أقل اعتمادا على النفط، وهذا كفيل بأن يخلق فرصا إضافية للتعاون.