مراكش: لم تكن الطفلة « أسمهان » ذات الإحدى عشر ربيعا تعرف أنها ستكون على موعد مع وحش آدمي سوف ينهي حياتها بشكل بشع بعد أن قام باغتصابها، مساء أمس الثلاثاء بجماعة أيت إيمور (منطقة قروية) بضواحي مراكش (جنوب المغرب).

مباشرة بعد أن غادرت التلميذة « أسمهان » المدرسة على الساعة الخامسة من مساء أمس الثلاثاء، توجهت كعادتها صوب منزلها الذي لا يبعد إلا بحوالي 500 متر تقريبا عن المدرسة، وكانت برفقة طفل يتابع دراسته بالصف الأول بنفس المدرسة و يقطن بجوار بيت عائلتها. 

مرت ساعة وساعتان ولم تصل الفتاة لبيت أسرتها، ليتوجه والداها يجوبان جميع أرجاء المنطقة بحثا عن فلذة كبدهما، لتكون المفاجأة في انتظارهما بعد أن أخبرهما الطفل الذي كان يرافقها أن أحد الأشخاص اعترض سبيلهما و سحبها بقوة نحو أشجار « الاكاليبتوس » التي تنتشر بالمنطقة. 

توجه الوالدان ومعهما بعض الأقارب ناحية غابة « الاكاليبتوس » وبعد بحث عثروا على الطفلة جثة هامدة و جسمها يحمل آثار عنف بادية خاصة ناحية الرأس، متجرعين مرارة الفاجعة التي اهتزت لها منطقة أكفاي.

لم تمض إلا ساعات قليلة بعد أن فتحت عناصر الدرك الملكي بمركز أكفاي (ضواحي مراكش) التحقيق في الحادث، حتى تم توقيف المشتبه فيه، وهو عشريني من عمره من أبناء المنطقة يمتهن الرعي ، له سوابق قضائية حيث سبق و أن حوكم بجناية الإغتصاب.

يقول رضوان الميراسي أحد المدرسين بالفرعية لـ«إيلاف المغرب» إن المشتبه فيه « س.م » يعد صاحب سوابق قضائية وهو حديث الخروج من السجن، كما أنه سبق و أن اعترض طريق معلمة تدرس بنفس الفرعية وحاول الإعتداء عليها، لكنها فضلت عدم متابعته. 

و أضاف الميراسي أن نصف تلاميذ وتلميذات المدرسة تغيبوا صباح اليوم الأربعاء عن الدراسة بسبب الحادث، بعد أن انتابت الآباء مخاوف على فلذات أكبادهم مع انتشار خبر قتل الطفلة « اسمهان ».

وتمت إعادة تمثيل الجريمة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، من طرف مركز الدرك الملكي بجماعة أكفاي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لدى محكمة الإستئناف بمراكش. 

وصرح عبد الغني والد الطفلة الضحية لـ«إيلاف المغرب» بأن الجاني يقطن بالدوار ( كفر) المجاور، وسبق و أن قضى عقوبة حبسية مدتها سنة ونصف سنة إثر اغتصاب طفلة تدرس بذات المدرسة، إلا انه (أي الأب) لم يكن يعلم بخروجه من السجن إلى أن قتل ابنته «أسمهان» التي تتابع دراستها بالمستوى السادس. 

وقال الأب المكلوم إن الجاني سحب ابنته نحو الضيعة المجاورة للمدرسة أمام أنظار الطفل الذي كان برفقتها، ثم قام باغتصابها وعمد إلى خنقها حتى فارقت الحياة، كي لا يفتضح أمره. 

و أضاف الأب بأن الفاجعة أكبر من أن يتحملها قلب بشر، مؤكدا أن والدتها منذ علمها بالخبر وهي طريحة الفراش لا تقوى على الوقوف من هول ماحدث، كما أشار إلى أن مراسيم دفن الطفلة ستكون ظهر غد الخميس، في انتظار تقرير الطبيب الشرعي. 

من جهته ، استنكر محمد المديمي رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان بمراكش الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها التلميذة « أسمهان » ، مشددا على ضرورة تنزيل قوانين تحمي الأطفال من كافة أشكال العنف و الإعتداءات الجنسية و الجسدية التي يتعرضون لها، منتقدا العقوبات المخففة التي ينالها الجناة في حوادث اغتصاب الأطفال. 

و أضاف المديمي أن المركز الوطني لحقوق الإنسان سوف يتبني ملف الطفلة « أسمهان » وسيآزر عائلة الضحية أمام غرفة الجنايات لدى محكمة الإستئناف.