إيلاف من الرياض: تشهد المرأة السعودية اليوم أزهى عصورها، في ظل رؤية جديدة تؤمن بمكانتها، وقيادة سياسية اتخذت قرارات فاعلة ومؤثرة لتمكين المرأة على كافة الأصعدة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتشريعيا.

فقد استطاعت المرأة السعودية قبل القرارات الأخيرة تحقيق نجاحات كثيرة حظيت باهتمام عربي وعالمي، الا أن هذه القرارات الملكية الخاصة بتمكينها جاءت داعمة لها بقوة غير مسبوقة، استنادا لما لديها من قدرات لدعم مسيرتها وتعزيز انجازاتها.

وفي هذا العام، يأتي اليوم العالمي للمرأة والذي يوافق الثامن من شهر مارس/ اذار من كل عام، منفردا بالنسبة للمرأة السعودية، اذ ترى الحق في الاحتفاء بهذا اليوم فعليا، تبعا للانجازات التي تمكنت من تحقيقها واحتفاء خاصا بالتغييرات الجذرية لواقع المرأة في ظل رؤية سعودية عادلة.

تمكين المرأة

وترى البروفيسور سامية العمودي، رئيس ومؤسس وحدة التمكين الصحي والحقوق الصحية بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، أن القرارات الخاصة بتمكين المرأة من حقوقها جاءت لتصحيح البوصلة وتحقيق المشاركة الطبيعية، كاستحقاق تستحقه بنات الوطن بعد أن وصلن إلى ما وصلن إليه بالداخل والخارج، وبعد، أن مضى على تعليم المرأة أكثر من خمسين عاما، وتتابع العمودي حديثها لـ(إيلاف) أنها تلمس في هذه القرارات رؤية واقعية لدور المرأة الأساسي كشريكة في بناء الوطن، إذ أن بدون ذلك ستظل الرؤية قاصرة، مؤكدة بأن لا رؤية ولا نمو أو تنمية بغير مشاركة إنسان الوطن الرجل والمرأة.

وأردفت العمودي: "أنها كطبيبة وكإمرة تطور وعي المرأة بحقوقها الصحية ومطالبتها القائمة على معرفتها بهذه الحقوق وهو ما تسعى له بالتمكين الصحي، وأن ما تلمسه والمجتمع من خلال توضيح القرارات الخاصة بحق المرأة في الموافقة على التداخلات الطبية والجراحية وخاصة حقها وحدها في اتخاذ القرار بالموافقة على الجراحات القيصرية والأمر كذلك في الحقوق الصحية الإنجابية عامة وحقوق مرضى السرطان خاصة".

وتؤكد العمودي أن التمكين الصحي يؤدي الى الارتقاء بصحة المرأة والمجتمع، إذ ينعكس ذلك على معدلات المضاعفات والوفيات وسلامة المرضى وبالتالي يظهر انعكاسه على التكلفة الاقتصادية، فالصحة ترتبط بالجانب الاقتصادي والرؤية السعودية الجديدة تدور حول التغيير المجتمعي والاقتصادي.

وعن نسبة التفاؤل لديها في استمرار التغييرات الجذرية لواقع المرأة السعودية، قالت إن حجم التفاؤل عندها ليس له حدود فالمجتمع قد أحدث صدمة لجميع من راهن عليه وأثبت أنه كان مستعدا ومتطورا، وبانتظار القرار الذي يمنحه الفرصة ليمارس حياته كأي إنسان ومجتمع، وبالتالي فان الشريحة الأكبر في المجتمع السعودي كان مستعدا لها، ويظهر انعكاساتها في تقبله لها في كل المرافق وشؤون الحياة.

وتختتم البرفيسور سامية مشاركتها بقولها، بأنها تملك قناعة تتزايد وأن تمكين فتاة واحدة قد يغير العالم، داعية بأن يوجه المجتمع تركيزه على هذه البذور مشيرة بذلك الى الجيل الجديد من الصغار بقولها (هذا غدا سيكون هو الوطن .. كل الوطن).

عام تاريخي لن تنساه المرأة السعودية

قالت الكاتبة السعودية مها الوابل أن المرأة السعودية شهدت عاماً وأحداثا تاريخية لا يمكن نسيانها، إذ جاء عهد الملك سلمان مناصرا لها ولحقوقها الطبيعية كانسان أولا، معتبرة القرارات الملكية الأخيرة ضامنا قويا لحق المرأة، ولاجما لكل الاجتهادات الشخصية التي كانت تعرقل سيرها.

وأردفت، بأن التغييرات الجديدة لأوضاع المرأة في عهد الملك سلمان بن عبدا العزيز لاحصر لها، وتظل هناك أهم وأبرز ثلاث قرارات لاقت ترحيبا واسعا من قبل المرأة في السعودية وخارجها، يأتي أهمها دخولها لمجالس البلدية و مشاركتها للمرة الأولى في عملية الاقتراع والترشيح، وفتح أفق جديدة لها من خلال دخولها لبوابة صنع القرار بعد أن كانت في السابق قد نجحت في دخول مجلس الشورى.

يلي ذلك القرار دخول المرأة للملاعب الرياضية والسماح لها بذلك رسميا، وترى " الوابل" أنها خطوة ايجابية نحو تعزيز حقوق المرأة وفتح فرص جديدة أمام المرأة . يليه القرار الأبرز والأهم وهو ملف القيادة الذي حسمت رؤية الملك سلمان الأمر فيه بعد عقود من الحظر والمنع.

وتختم الكاتبة مها وابل حديثها ل (إيلاف)، أن المرأة بانتظار المزيد من التغيير والحصول على الحقوق، كما ترى أن من حق المرأة السعودية الاحتفاء بهذا اليوم العالمي الذي أتى وقد حظيت المرأة السعودية فيه بأهلية واستقلالية كاملة.

الدولة تمنح الثقة وعلى المرأة حسن التقدير

من جانبها قالت منال الهجاري الشريف مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية في حديثها لـ(إيلاف) أن القرارات التي جاءت داعمة للمرأة السعودية إستطاعت فيها المرأة استرجاع بريقها، وأن لا شيء ينقص المرأة لتطالب به في ظل هذه القرارات التي مكنتها من حقوق كثيرة.

وترى الشريف أن مستقبل السعوديات يظل واعدا وأبواب النجاح مشروعة أمامهن، لمن تعي وتقدر هذه الفرص وتستغلها بإيجابية، مشيرة إلى أن الدولة وبهذه القرارات منحت المرأة ثقة خاصة عليها أن تقدر ذلك وتثبت دورها الفاعل في بناء الوطن.
وأردفت بأن المرأة بعد أن تمكنت من أهم حقوقها سيتم وضعها في الساحة وتحت أنظار العالم إذ سيتم مقارنتها بنظيراتها الخليجيات والعربيات.

تحديات تكابدها المرأة

وتجيب الصحافية منال الشريف على سؤال "إيلاف" ما إذا كانت التحديات التي تواجه المرأة السعودية تشبه تحديات نظيراتها في العالم العربي، إذ قالت إن المرأة في كل مكان وبشكل عام تواجه تحديات حقيقية من أجل الحصول على حقوقها الطبيعية كإنسان أولا وقبل كل شيء،

ومن ثم حقها في فرصة المشاركة في بناء الأوطان، وبالنسبة للمرأة السعودية وبعد أن حظيت باهتمام بالغ من قبل الدولة وأصحاب القرار، عليها استغلال الفرص والذي من شأنه تحفيز أصحاب القرار لمنح المرأة المزيد من الثقة والتمكين، وتؤكد أن المرأة السعودية لم يعد ينقصها شيء سوى الوصول لمنصب وزير تظن ان ذلك آت لا محال في ظل السياسة السلمانية الجديدة.

وتختتم (الهجاري) حديثها لـ "إيلاف" بأنها متفائلة جدا بالثقة التي منحتها الدولة للمرأة، وأن المرأة السعودية قادرة على الوقوف امام العالم لتلقي على مسامع الجميع قصص اصرارها ونجاحها وابداعاتها التي عانقت المجرات.