إيلاف من نيويورك: قبل عدة أشهر، خُيّل لكثيرين أن وقوع حرب مدمرة بين الولايات المتحدة الأميركية، وكوريا الشمالية أصبح قاب قوسين او ادنى بعد إختبار كوريا الشمالية لصواريخها الباليستية العابرة للقارات.

الرئيسان كيم جونغ اون ودونالد ترمب، ساهما وبواسطة التهديدات التي اطلقاها في صب الزيت على النار، وذهبا بعيدا في تبادل الشتائم ذات العيار الثقيل، فأوحت الأجواء ان الحرب العالمية الثالثة تقرع أبواب العالم بقوة.

 سياسة العصا والجزرة

ولكن على الرغم من لتهديدات التي ترافقت مع فرض عقوبات شديدة على بيونغ يانغ، إلا ان دونالد ترمب ابدى اكثر من مرة استعداد للجلوس مع الزعيم الكوري الشمالي مشيرا بالوقت نفسه الى ان هذا لا يمكن ان يتم بدون شروط مسبقة

 مأدبة غداء تفتح باب اللقاء

التهديدات المتبادلة لم تمنع جونغ اون من التقاط إشارات ترمب، واثناء استقباله مستشار الامن القومي الكوري الجنوبي، تشونغ اوي-يونغ الأسبوع الماضي على مأدبة غداء استمرت لأربع ساعات، أبلغه استعداده للقاء الرئيس الأميركي، والتزامه بنزع سلاحه النووي، ووقف التجارب الصاروخية خلال المناورات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن.

 المفاوض

وسيشكل اللقاء المقرر في أيار/مايو القادم، تحولا هاما في العلاقة المتوترة على الدوام بين البلدين، فترمب يتطلع لتحقيق نجاح في المكان الذي فشل فيه أسلافه وهذا انجاز كبير بالنسبة اليه ويؤكد قدرته على ابرام صفقات سياسية كبيرة تؤكد علو كعبه في فن التفاوض، وتعطيه دفعة معنوية كبيرة قبل الاستحقاقات الأميركية الداخلية.

دور سياسة واشنطن

وبلا أدنى شك نجحت السياسة الأميركية التي اتبعتها إدارة ترمب حيال كوريا الشمالية في دفع الأخيرة الى اعلان رغبتها في الدخول بمفاوضات، فواشنطن لعبت على وتر الحشد العسكري قرب بيونغ يانغ، وشددت العقوبات عليها في مجلس الأمن، وعملت على خط تحييد الصين عن حليفتها عبر تقديم اغراءات اقتصادية.

أين سيلتقيا؟

مكان لقاء الرئيسين سيشكل مادة مهمة في الأيام القادمة. المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز قالت ان ترمب "سيقبل الدعوة للقاء كيم جونغ أون في مكان وزمان سيتم تحديدهما لاحقا"، وبظل استبعاد انعقاد القمة في واشنطن او بيونغ يانغ، قد يبتسم الحظ لسيول لإحتضان قمة الأعداء، او لبكين، نظرا لموقع الصين الحساس وإعتبارها ضامنة لأي اتفاق قد يتم التوصل اليه.