انتهزت فتيات يعانين من ضعف البصر في ريف الهند الفرصة وتعلمن أساليب جديدة للدفاع عن النفس.

وهذا النوع من الإعاقة لديهن يعني أنهن عرضة أكثر للإساءات الجسدية والجنسية، ولا تستطيع كثيرات منهن مغادرة منازلهن بدون مرافق.

وتمكنت أكثر من 60 امرأة منهن - بعد أن أصبحن قادرات على الدفاع عن أنفسهن - من العودة إلى المدارس، وإيجاد وظائف، وأن يصبحن عضوات ناشطات في المجتمع.

واستطاع بعضهن المضي قدما ليخضن بطولات وطنية، ويفزن بميدليات، ويشرفن على تدريب أخريات ممن يعانين من ضعف البصر في مناطقهن.

بدأت سوداما تعلم الجودو في 2014، وقد زادت منذ ذلك الحين ثقتها بنفسها كثيرا. وتمكنت من الالتحاق مرة أخرى بالمدرسة. ولم تكن تستطيع قبل ذلك الذهاب لأن والديها كانا يعملان، ولم يكن هناك أحد من الأقارب الآخرين يمكن أن يصحبها بانتظام.

وتقول سوداما "قبل تعلمي الجودو، كنت أفكر: كيف يمكنني الخروج وحدي؟ وكيف ستستمر حياتي على هذا النحو؟ كنت أشعر بالخوف من الذهاب إلى المدرسة وحدي. ولم يكن أبي وأمي يسمحان لي بالذهاب لأن المدرسة بعيدة".

وبدأت سوداما بعد عودتها إلى المدرسة، تعليم الجودو لصديقاتها، وأصبحت فيما بعد مدربة مؤهلة. وحصلت فيما بعد على ميداليات ذهبية وفضية في دلهي، وغوا، وغوروغرام، ولوكناو.

وعقب مشاركة هؤلاء الفتيات في البطولات الوطنية للجودو للمكفوفين في نيودلهي، بدأن يتمتعن بكثير من الاحترام داخل جالياتهن.

ولكنهن، مع ذلك، لا يزلن يواجهن تحديات. فبعد عامين من التدريب، تمكنت جانكي، البالغة 20 عاما، من الحصول على ميدالية ذهبية في بطولات الجودو الوطنية للمكفوفين والصم.

واختيرت في الفترة الأخيرة لخوض بطولات الجودو الدولية للعميان في تركيا. ولكن أسرتها تواجه مشكلة تجميع التمويل الكافي لذهابها.

ولكن جانكي لا تزال متفائلة. وتقول: "أشعر بسعادة كبيرة لأني سأمثل بلدي"، مضيفة "لم أشعر أبدا بأن حياتي ستتغير تماما بعد لعبي للجودو، وتعلم الدفاع عن النفس".

تساعد جمعية "سايت سيفر" الخيرية، وجمعية تارون سانيسكار المحلية على تنظيم دورات وفصول التعليم.