استباقًا لاحتفالات الإيرانيين برأس السنة الفارسية الجديدة فقد وضعت السلطات الإيرانية قواتها الأمنية في حال تأهب خوفًا من تجدد الاحتجاجات خلالها بعدما أحرق شبان صورًا للزعيم الراحل خميني والمرشد الأعلى خامنئي، بينما هاجمت قوات مكافحة الشغب مزارعين محتجين وتجمعًا نسويًا.

إيلاف: وسط مخاوف من تجدد التظاهرات الاحتجاجية خلال احتفالات إشعال النار يوم الثلاثاء المقبل، وهو الأخير قبل حلول رأس السنة الفارسية، فقد اتخذت قوات الأمن الإيرانية تدابير واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، لمناسبة ما يطلق عليه الإيرانيون "بجهارشنبه سوري".&
&
هذا العام ونظرًا إلى الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أخيرًا فقد زاد قلق النظام وسلطاته تجاه أي تجمع جماهيري، خاصة بعدما دعت منظمة مجاهدي خلق الفصيل الإيراني المعارض الأكبر داخل البلاد إلى التعبئة في إطار هذا المهرجان، كما أبلغ "إيلاف" السبت مسؤول في المنظمة.&

تزامنًا مع ذلك فقد أعلنت السلطات عن قيام شبان بإحراق صور خميني وخامنئي، واكتشاف كميات كبيرة من مختلف أنواع مواد الألعاب النارية في جميع أنحاء البلاد، ما أثار مخاوفها من استعدادات لدى المواطنين لتحويل هذا الاحتفال الوطني إلى تحدّ سياسي ضد النظام.&

فيديو إحراق صور خميني وخامنئي:

تحذير المواطنين من تجاوز "الخط الأحمر"
وحذر العميد حسين رحيمي قائد قوات الأمن الداخلي في طهران العاصمة قائلًا "لن نتسامح مع أي سلوك خارج العادات المألوفة..هذا هو خطنا الأحمر، ومهما كان الإخلال بالنظام العام فهو الخط الأحمر لقوات الأمن، لذلك فإن استعداداتنا واسعة للغاية في ذلك اليوم، وهو مساء يوم الثلاثاء، حيث ستكون قواتنا في حالة تأهب كامل من الساعة 2:00 ظهرًا فصاعدًا.. ستكون حاضرة في جميع الساحات وتقاطعات الشوارع، في مناطق الترفيه، في الحدائق العامة، في جميع أنحاء المدينة وفي جميع الشوارع، وإذا رأى عناصرها أي شخص له سلوك خارج عن النظام، فسيتم التعامل معه بشكل حاسم.. ومن خلال التنسيق مع السلطة القضائية سيتم إلقاء القبض على الأفراد واحتجازهم حتى نهاية فترة عيد النوروز "رأس السنة".. وسوف نتعامل معهم بصرامة.

من جانبه قال غلام رضا زاهدي بور المسؤول عن منع قوات الأمن في جنوب خراسان بيرجند - ولاية خراسان الجنوبية - إنه تم ضبط 50 ألف طن من مواد الألعاب النارية المختلفة في هذا العام. وأضاف أن خراسان مستعدة لمواجهة هذا الحدث، حيث تم تكثيف إجراءات السيطرة عند نقاط التفتيش، واعتماد نهج جدي صارم تجاه من أسماهم "مسببي الفوضى العامة".&

وأكد زاهدي على حظر بيع الوقود في حاويات في محطات الوقود في ذلك اليوم، محذرًا أن قوات الأمن ستتابع بكاميرات المراقبة وترصد الموقف. إضافة إلى ذلك فقد تم تعيين فرع خاص للتعامل مع ما أسمتها السلطات "الانتهاكات والجرائم خلال جهارشنه سوري".&

شبان إيرانيون في مواجهة قوات الأمن

كما أشار المدعي العام في شيراز علي صالحي إلى أنه "مع اقتراب نهاية العام فقد خصصنا فرعًا خاصًا للتعامل مع التحقيق في الجرائم المزعومة وما يتصل بها من قضايا جهارشنه سوري". وحذر من توزيع وبيع المواد غير المأذون بها والخطرة، محذرًا من أن هذه القضية سيتم التعامل معها بجدية.
&
مداهمة تجمع نسوي بطهران لمناسبة اليوم العالمي للمرأة
بالترافق مع ذلك فقد داهمت قوات الأمن الإيرانية تجمعًا نسويًا أمام وزارة العمل &في شارع "آزادي" في العاصمة طهران، حيث كن يحملن لافتات كتب عليها: "لا للتمييز الجنسي" و"لا لقانون التمييز في العمل" و"مطلوب رواتب عادلة ومساواة للنساء" و"الحرية والمساواة والعدالة".

وقد أحاط بالتجمع عناصر الأمن، وخاصة المتنكرین بالزي المدني وشرطيات، ثم هاجموا النساء المجتمعات بوحشية، باستخدام الهراوات والعصي الكهربائية بهدف تفريقهن، حيث تم اعتقال 20 منهن.&

كما منعت عناصر الأمن التقاط صور أو تصوير التجمع بالفيديو، بينما كانت مجموعة من الشباب التي دعمت التجمع ضمن المعتقلين الذين تم نقلهم إلى مركز شرطة 137 في شارع كيشا.

ودعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية جميع المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان إلى إدانة اقتحام قوات النظام للتجمع النسوي، وطالب بإجراء عاجل للإفراج عن المعتقلين، وناشد عموم أبناء الشعب الإيراني "بالنهوض ضد سياسات النظام المعادي للنساء وممارساته" القمعية ضدهن".

تجمع احتجاجي واشتباكات
وأمس الجمعة شهدت مدينة ورزنه قرب أصفهان اشتباكات بين قوات الأمن وتجمع احتجاجي حاشد لآلاف المزارعين. فقد تجمع آلاف من المزارعين ورزنه أصفهان، وأحرقوا الإطارات واشتبكوا مع قوات محافحة الشغب، حيث قامت هذه القوات بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين وهاجمتهم، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المحتجين، بينهم سبعة أشخاص من الشباب، حيث تم نقلهم إلى مدينة أصفهان. وتفيد التقارير الواردة أنه دخل المواطنون من المدن القريبة إلى الموقع لمساعدة المزارعين.

انطلق المزارعون الغاضبون ومؤيدوهم في مسيرة احتجاجًا على رفض النظام منحهم حصتهم من المياه، ووضعوا جراراتهم على جانبي الطريق، وانطلقوا إلى محطة ضخ المياه نحو مدينة يزد، وهم يهتفون "كل من يتحدث عن الحق تتهمونه بأنه مخرب".. "العار عليكم بإدارتكم، العار عليكم بعدالتكم، الموت للمسؤولين عديمي الشرف". إثر ذلك هاجمتهم عناصر مكافحة الشغب لمنعهم من التحرك والاقتراب من مشروع الماء، وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع، وفتحوا النار عليهم. &&

وبدأت احتجاجات المزارعين في ورزنه في 16 فبراير الماضي، واستمرت إلى 28 منه، في تظاهرات وتجمعات أمام إدارة الناحية ومصلحة المياه، وهتفوا "يا روحاني الكذاب أين زاينده رود؟".. و"مياه زاينده رود حقنا المؤكد".. ونناضل ونموت ونستعيد حقنا".. ولا تخشوا نحن كلنا معًا".

أدى جفاف نهر زاينده رود، الذي سببته سياسات النظام المناهض للشعب، إلى تدهور حياة المزارعين في المنطقة منذ 17 عامًا وجعل وضعهم المعيشي أسوأ يومًا بعد يوم. وحاول مسؤولو النظام مرارًا إسكات احتجاج المزارعين بتقديم وعود مضللة، بما في ذلك دفع تعويضات عن أضرارهم، لكنهم لم ينفذوا ذلك.&

فيديو تدخل قوات الأمن لتفريق المزارعين المحتجين:

ودان المجلس الوطني للقاومة الإيرانية بشدة في بيان صحافي اليوم تسلمته "إيلاف" هجوم قوات مكافحة الشغب على المزارعين، ودعا عموم المواطنين وشباب أصفهان إلى دعمهم والتضامن معهم.

واليوم السبت قالت مریم رجوي رئیسة‌ المجلس الوطني للمقاومة‌ الإیرانیة‌ في تغريدة على حسابها في "تويتر" إن "التحية للمزارعين المنتفضين المضطهدين في #ورزنه بأصفهان. أدين بقوة الهجوم الإجرامي لقوات الحرس على هؤلاء المزارعين المحرومين، وإصابة عدد منهم بجروح، وأدعو عموم أبناء الشعب الإيراني والشباب في #أصفهان إلى دعمهم والتضامن معهم".

وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت حوالى ثمانية آلاف شخص من المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي شهدتها إيران في نهاية ديسمبر وبدايات يناير الماضيين، حيث تم قتل خلال التظاهرات التي شهدتها 184 مدينة إيرانية أو تحت التعذيب حوالى خمسين شخصًا.


&