تساءلت صحف عربية عديدة عن احتمالات عقد لقاء بين الرئيسين الكوري الشمالي كيم جونج أون والأمريكي دونالد ترامب في آيار/مايو بعدما أبدى الأخير موافقته على عقد قمة مشتركة بينهما.

ناقش كتاب تداعيات القمة المرتقبة على "أكثر صراعات العالم تعقيداً"، بينما أشار آخرون إلى أن برنامج كوريا الشمالية النووي جعلها في "موقع قوة".

"قمة تاريخية"

وصفت صحيفة النهار اللبنانية القمة "التاريخية" المرتقبة لترامب وكيم بأنها "اختراق ديبلوماسي لأكثر صراعات العالم تعقيداً".

وعقدت الصحيفة مقارنة بين الزعيمين قائلة: "ترامب وكيم مختلفان جذرياً، وفي الوقت عينه متشابهان بطريقة غريبة... الزعيمان يعطيان قيمة للولاء الشخصي ويعينان أفرادا من عائلتيهما مستشارين لهما ويتشاطران الميل نفسه الى الاستعراض".

ورأى فيكتور شلهوب في صحيفة العربي الجديد اللندنية أن ترامب "أقدم على خطوة تتحدّى الواقع. انتقل في ذات اليوم من حرب نووية إلى حرب تجارية. تراجع عن الأولى وفتح جبهة الثانية، ومن غير التشاور مع المعنيين في إدارته. أحرج الوزير تيلرسون في موضوع القمة، حيث بدا الأخير وكأنّه آخر من يعلم".

وتساءل خالد الشامي في صحيفة المصري اليوم "هل ستستمر العقوبات الأمريكية وهل سيتم الوصول إلى تعليق التجارب النووية والصاروخية الكورية الشمالية؟"

بالمثل، أشارت ناريمان فوزي في صحيفة أخبار اليوم المصرية إلى أنه "رغم ترحيب المجتمع الدولي بتلك الدعوة إلا أن البيت الأبيض أراد عدم طمأنة الجميع من خلال إشارته إلى أن تلك المبادرة لا تعني بالضرورة مصالحة أو تنازل عن شروط واشنطن فيما يخص نشاط بيونج يانج النووي".

ترامب يقبل دعوة كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية للقاء مباشرترامب يقبل دعوة كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية للقاء مباشر

ترامب وكيم جونغ أون: تاريخ من السباب المتبادل

مقامرة القرن: هل خدع زعيم كوريا الشمالية ترامب ومون؟

وتساءلت الكاتبة: "هل سيكون لقاءهما صفحة جديدة تجنب العالم عناءً كبيراً وحربا كانت على وشك الاندلاع؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة".

"في موقع قوة"

وفي صحيفة الدستور المصرية أبدى إسلام الخطيب تفاؤلاً حيث رأى أن القمة المرتقبة تمثل "اتجاهاً من الجانبين إلى تبني سياسة الحوار لإخماد حرب التصريحات النووية بين البلدين، وشطب الخيار العسكري من مدونة ترامب تجاه رئيس كوريا الشمالية إعلاءً للخيار الدبلوماسي".

من ناحية أخرى، قالت صحيفة الأيام البحرينية "كوريا الشمالية ليست لديها نية التخلي عن سلاحها النووي وانها تفوقت على الرئيس الأمريكي حديث العهد بالدبلوماسية ودفعته الى الموافقة على عقد قمة مع زعيمها".

وقال فيكتور شلهوب في العربي الجديد اللندنية: "صحيح أنّ الزعيم الكوري تعهّد بوقف التجارب النووية والصاروخية، خلال فترة التفاوض مع واشنطن، لكنّه لم يلتزم بوقف مشروعه في هذين المجالين، ناهيك عن التخلّي عنهما. ثم إنّه قادم إلى قمة، وربما بعدها إلى مفاوضات، من موقع قوة يوفّرها له النووي وصواريخه، وبالتالي ليس من المتوقع أن يقدّم التنازلات، حتى لا نقول تسليم ترسانته النووية".

في السياق ذاته ، أشار وائل عصام في صحيفة القدس العربي اللندنية إلى أنه "على ما يبدو، التهديدات النووية، التي كثيرا ما تطلقها بيونغ يانغ وتقابل عادة باستهزاء الدول الغربية، هي التي منحتها ورقة قوة وضغط، أجبرت الإدارة الأمريكية على 'الجنوح للسلم'، بالإضافة طبعا، وهو الأهم، لتحالفات كوريا الشمالية المتينة مع القطب الدولي المنافس للولايات المتحدة، الصين وهي الدولة التي لا يبدو أن واشنطن عادت قادرة على التصرف بإقليمها بعيدا عن التنسيق معها، كما موسكو" .