قال الرئيس التركي، رجب طب أردوغان، إن القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الحليفة لها، قد تدخل وسط عفرين، التي تتحصن فيها مليشيا وحدات حماية الشعب الكردي، في أي لحظة بعد السيطرة على بلدة استراتيجة أخرى.

وأضاف في خطاب أمام قيادة الحزب الحاكم في أنقرة أن القوات التركية "تحاصر عفرين حاليا، وقد تدخلها في أي لحظة، بعدما سيطرت على بلدة جندايريس، غربي عفرين".

وشدد على أن "العملية ستتواصل في عفرين حتى تنقيتها من الإرهاب".

ولكن نوري محمود، المتحدث باسم المليشيا الكردية، قال إن القوات التركية تقف على مسافة 15 كيلومترا من المدينة.

وقد شرعت أنقرة يوم 20 يناير/ كانون الثاني الماضي في حملة عسكرية ضد مليشيا حماية الشعب الكردي التي تسيطر على مناطق عديدة من عفرين، على الحدود مع تركيا، منذ انسحاب قوات الحكومة السورية منها.

وتعتبر تركيا المليشيا الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردا منذ عقود على الحكومة في أنقرة. وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا. وتنفي وحدات الدفاع عن الشعب الكردية وجود هذه العلاقة.

وتتهم تركيا الأكراد في سوريا أيضا بالسعي لإنشاء كيان كردي مستقل على حدودها يشكل قاعدة خلفية للمتمردين في حزب العمال الكردستاني ويهدد أمنها القومي.

وعلى الرغم من المقاومة الشرسة التي واجهتها القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الحليفة لها، وفقدانها 42 من جنودها في العمليات، فإنها سجلت تقدما ملموسا في زحفها نحو عفرين في الأسابيع الأخيرة.

ويرى مراقبون أن سيطرة القوات التركية على جندايريس، أهم بلدة في المنطقة بعد عفرين، يعطي لها دفعا قويا لتحقيق أهدافها.

ولكن العمليات التي تقودها أنقرة في عفرين وترت علاقاتها مع واشنطن التي تتعاون مع المليشيا الكردية في حملتها على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان
AFP/GETTY

وشدد أردوغان في خطابه على أن العمليات العسكرية التي تقودها قواته ضد المليشيا الكردية لن تتوقف في عفرين، بل إنها ستمتد إلى منبج شرقا حتى تصل إلى الحدود العراقية.

وقال: "نحن اليوم في عفرين، وغدا سنكون في منبج وبعدها سنتأكد من إبعاد الإرهابيين من الضفة الشرقية لنهر الفرات حتى الحدود العراقية".

وسيكون شن حملة عسكرية على منبج أمرا معقدا مقارنة بعفرين، لأن القوات الأمريكية منتشرة في البلدة، ويمكن أن تدخل في مواجهة مباشرة مع القوات التركية وحلفائها في المعارضة السورية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون، قال الشهر الماضي إن على الولايات المتحدة وتركيا أن يجدا للتوتر القائم بشأن منبج في أقرب وقت.