قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الاتفاق على الاجتماع مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ-أون، "في طور الإعداد"، وذلك بعد يوم واحد من إعلانه الموافقة على اللقاء.

وفي وقت سابق، قال البيت الأبيض إن الاجتماع لن يُعقد ما لم تتخذ بيونغيانغ "خطوات ملموسة".

وتقول وسائل إعلام أمريكية إن ترامب اتخذ قرار لقاء جونغ-أون دون استشارة كبار المسؤولين في إدارته، الذين يعكفون الآن على تدارك تداعياته.

ولم يجتمع رئيس للولايات المتحدة بزعيم لكوريا الشمالية في أي وقت مضى.

رسائل متضاربة

وصدم ترامب المراقبين عندما وافق على عقد الاجتماع بعد تلقيه دعوة سلمها مبعوثون في كوريا الجنوبية.

وزاد الارتباك عندما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، للصحفيين، إن زعيم كوريا الشمالية "تعهد بنزع السلاح النووي."

وأضافت: "لن نجري هذا الاجتماع ما لم نر خطوات ملموسة."

وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في زيارته الرسمية الأولى إلى أفريقيا عندما أعلن ترامب عن موافقته.

وقال للصحفيين، الجمعة، إن قرار الموافقة على عقد اللقاء "اتخذه الرئيس بنفسه."

وأضاف: "تحدثت معه في وقت مبكر للغاية هذا الصباح حول ذلك القرار ودار بيننا حديث جيد للغاية."

ويوم السبت، ألغى تيلرسون جميع لقاءاته الرسمية في كينيا، وقال مساعدوه إن وزير الخارجية "لا يشعر بأنه على ما يرام بعد عدة أيام طويلة من العمل على بعض القضايا الرئيسية في الولايات المتحدة، مثل كوريا الشمالية."

وقال مبعوثون في كوريا الجنوبية، كانوا قد اجتمعوا مع جونغ أون في بيونغ يانغ، إن كوريا الشمالية "ملتزمة بنزع السلاح النووي" كهدف نهائي، لكنهم لم يوضحوا أن هذه الخطوة ستسبق لقاء الرئيس الأمريكي.

وفهم من تصريحات مبعوثي كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية قد وافقت على إيقاف برنامج الاختبارات الصاروخية واستمرار المفاوضات.

وعلق الرئيس الأمريكي، في حسابه على تويتر، أن كوريا الشمالية تعهدت بعدم إجراء مزيد من الاختبارات الصاروخية خلال المفاوضات، وقال إنه يصدقها.

وتعهد نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، بالاستمرار في الضغط على كوريا الشمالية، وتحدث ترامب مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، الجمعة، للاتفاق على استمرار العقوبات في الوقت الحالي.

وقالت وسائل إعلام صينية إن الاجتماع جاء بعد جهود مكثفة لبكين، وذكرت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين إن الولايات المتحدة "أعربت عن بالغ شكرها وأولت أهمية كبرى للدور الصيني المهم."

ولم يرد في وسائل إعلام كوريا الشمالية أي إشارة إلى الاجتماع مع الولايات المتحدة.

لكن صحيفة واشنطن بوست نقلت تصريحات لسفير كوريا الشمالية في الأمم المتحدة بنيويورك، صدق خلالها على وجود تطورات "للقرار الشجاع الذي اتخذه زعيمنا الأعلى."

وأشار إلى "أهمية ضمان السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شرق آسيا."

وذكر بيان مبدئي لمبعوثي كوريا الجنوبية أن الاجتماع المرتقب سيجرى بحلول شهر مايو/ أيار، دون تحديد المكان أو الوقت الرسميين لانعقاده.

كيف حدثت هذه التطورات؟

كيم جونغ أون
Reuters
كيم جونغ أون "رحب ترحيبا حارا" بأعضاء الوفد الكوري الجنوبي

استغل زعيم كوريا الشمالية بصورة غير متوقعة رسالته بمناسبة رأس السنة الميلادية للرد على عرض بإجراء مفاوضات مع جارته الجنوبية العام الماضي. وأسفر ذلك عن إرسال كوريا الشمالية وفدا إلى دورة الأولمبياد الشتوية التي أقيمت في جارتها الجنوبية.

وفي أعقاب البطولة، اجتمع مبعوثون من كوريا الجنوبية مع الزعيم الشمالي في بيونغ يانغ هذا الأسبوع، ثم سافر المبعوثون إلى واشنطن لإحاطة الرئيس الأمريكي بنتائج اللقاء.

وبعد اجتماع الوفد بالرئيس الأمريكي بالبيت الأبيض، قال مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي، تشونغ يوي-يونغ، إن زعيم كوريا الشمالية مستعد للجلوس مع الرئيس الأمريكي و"تعهد بنزع السلاح النووي."

ويعرب بعضهم عن مخاوفهم من إمكانية "وقوع إدارة ترامب في فخ كوريا الشمالية" بالحصول على امتيازات دون تقديم أي تنازلات ملمومسة في المقابل.