يتطلع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية إلى محو نكسة عام 2016 عندما سقط القرار السياسي في العاصمة واشنطن بيد الجمهوريين، عقب فوزهم بالبيت الأبيض، ومجلسي الشيوخ والنواب.

إيلاف من نيويورك: محاولات الديمقراطيين لاستعادة حضورهم على مستوى الكونغرس، بدأت بعيد الهزيمة الساحقة التي منيت بها هيلاري كلينتون أمام الرئيس الحالي دونالد ترمب. إنخرط الحزب في انتخابات داخلية، أفضت إلى تولي طوم بيريز، وزير العمل السابق، رئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية في مطلع عام 2017.

انتصار ألاباما أعاد الآمال
يعوّل الحزب على مجموعة من العوامل لتحقيق انتصارات في موسم الانتخابات النصفية، كالتحقيق في التدخل الروسي في الإنتخابات الرئاسية، والوقوف في وجه تنفيذ ترمب لمشاريعه الانتخابية، مثل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وتأهيل البنى التحتية. 

تنبغي الإشارة إلى أن الانتصار الذي حققه دوغ جونز في انتخابات مجلس الشيوخ في ألاباما، المحسوبة تاريخيًا على الجمهوريين، أعطى دفعة معنوية هائلة إلى الحزب الأزرق، حيث أصبح أركانه يتحدثون عن وجود تململ في صفوف الناخبين من شأنه قلب الطاولة في الانتخابات النصفية، التي تعد بمثابة استفتاء على أول عامين من رئاسة ترمب.

العين على مجلس النواب
يعدّ مجلس النواب الهدف الأساسي للحزب الديمقراطي، الذي يتطلع إلى تجريد الحزب الجمهوري من أكثريته النيابية، وقلب الموازين. 

وفعليًا يمكن للديمقراطيين المراهنة على مجلس النواب أكثر من مجلس الشيوخ، الذي سيشهد انتخابات على ثلاثة وثلاثين مقعدًا فقط، بينما ميدان المنافسة في مجلس النواب أوسع، ويتيح فرصة أكبر من أجل قلب الطاولة.

قلب الطاولة في كاليفورنيا
شكل إعلان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، الجمهوري إد رويس، عدم رغبته في خوض الانتخابات، تحديًا جديًا للديمقراطيين في كاليفورنيا من أجل تحضير مرشح قادر على الفوز في انتخابات جنوب الولاية، والسيطرة على رئاسة اللجنة التي تعد واحدة من أهم لجان المجلس، في حال امتلاكهم الأكثرية النيابية المقبلة، علمًا بأن لجنة العلاقات الخارجية تضم 47 نائبًا، يمتلك الجمهوريون أكثرية فيها، بواقع 26 نائبًا، مقابل 21 للديمقراطي.

ويطمح العديد من الديمقراطيين إلى خلافة رويس، كـ"ماي خان تران"، وسام جمال المسؤول السابق في إدارة أوباما، وآندي ثوربورن ، والفائز بجائزة اللوتو غيل سيسنروس، والبروفيسور فيل جانوفيتش. 

وإلى جانب رويس، تستعد إيليانا روز ليتينين رئيسة اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمغادرة، وتتحضر الديمقراطية دونا شلالا للمنافسة على مقعدها في الانتخابات. 

أما أبرز أعضاء اللجنة التي ترأسها ليتينين، الديمقراطي ثيودور دوتش، فقد يواجه مستشار ترمب خلال الانتخابات، د.وليد فارس في مقاطعة بوكا راتون في فلوريدا. وتتحدث بعض المعلومات عن أن ترشح فارس عن الدائرة الانتخابية الثانية والعشرين يأتي على خلفية إقامته لسنوات طويلة فيها، حيث عمل في حقل التعليم الجامعي، وقدم محاضرات أكاديمية في عدد كبير من الكليات.

جمهوريون على لائحة المغادرين
سيخسر الجمهوريون خدمات النائب داريل عيسى، الذي أعلن عزمه التقاعد، وفي الوقت نفسه يقاتل دانا روهرباتشر رئيس اللجنة الفرعية المعنية بأوروبا وأرواسيا على جبهتي الداخل في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري والخارج في مواجهة مرشحي الديمقراطي، الذين يريدون الاستفادة من الأرقام الجيدة التي حققتها هيلاري كلينتون في الدائرة الانتخابية الثامنة والأربعين في فلوريدا.

ويعوّل النائب الجمهوري عن ولاية تكساس ماك ثورنبري على الفوز مجددًا برئاسة لجنة خدمات التسليح في مجلس النواب. أما زميله في الحزب دانكان هانتر فلا يزال مُصرًّا على ترشحه، رغم الاتهامات التي يواجهها باستخدام أموال حملته الانتخابية لأغراض شخصية.

ترمب يتحرك
لعلّ قيام الرئيس الأميركي بزيارة ولاية بنسلفانيا مساء أول أمس السبت للمشاركة في مهرجان انتخابي للجمهوري ريك سوكون الذي يستعد لخوض لانتخابات نيابية فرعية في الولاية خلال الأسبوع المقبل، يعكس مدى أهمية الحفاظ على الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب بالنسبة إلى دونالد ترمب.

ارتياح نسبي لمعركة مجلس الشيوخ
على جبهة مجلس الشيوخ، لا تبدو الأمور صعبة بالنسبة إلى الجمهوريين كما هي الحال في انتخابات مجلس النواب، فمعظم المعارك ستجري على أراضي الديمقراطيين، وإذا أحسن الجمهوريون اللعبة، فقد ينجحون في رفع غلتهم في المجلس إلى أكثر من واحد وخمسين عضوًا. 

وتبقى الأبرز رغبة ميت رومني، المرشح الرئاسي السابق، بالعودة إلى عالم السياسة في واشنطن من بوابة ولاية يوتاه، حيث يعتمد على الأكثرية المرمونية، وفي حين يبدو الطريق سالكًا أمامه للوصول إلى العاصمة، تدور تساؤلات حول المنصب الذي سيتولاه داخل المجلس، وفي ظل استمرار بقاء ميتش ماكونيل زعيمًا للجمهوريين حتى عام 2020، تدور الافتراضات حول إمكانية تسلمه منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس خلفًا لبوب كوركر، أو رئيس اللجنة المالية ليخلف أورين هاتش.