يتمنى الكثيرون من قوى 14 آذار أن يتم إحياء هذا الحلف سياسيًا في لبنان، بعدما استعاد عصبه انتخابيًا بعد التحالفات الانتخابية التي جرت بين مختلف مكوناته.

إيلاف من بيروت: قبل يومين من ذكرى 14 آذار يلاحظ استعادة هذا الحلف لعصبه انتخابيًا من خلال تحالفات انتخابية جرت بين تيار المستقبل والإشتراكي والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، فهل يستمر الأمر سياسيًا، ويتم إحياء حلف 14 آذار مجددًا؟.

يشير النائب أمين وهبي في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن 14 آذار كقيم ومبادئ وتعلق بسيادة البلد وإستقلاله تبقى قيمًا موجودة عند كل مكونات 14 آذار، ولكن في فترة سابقة ظهرت تباينات بين قوى 14 آذار في بعض التفاصيل السياسية، أو في الحدث السياسي اليومي، وكلنا نتمنى أن تعود قوى 14 آذار إلى قراءة موحدة للوضع السياسي وللأولويات والمهمات الآنية والبعيدة لقوى 14 آذار، عندها نصل إلى الوحدة في ما بين قوى 14 آذار، وتبقى المبادئ مهمة جدًا، لكن ترجمتها فعليًا على الأرض تكون بالحدث السياسي اليومي، ونتمنى أن تعيد 14 آذار إنتاج وحدتها، وأن تعيد الانتخابات النيابية، خصوصًا في الدوائر التي تجمع هذه المكونات، أن تعيد توحيد هذه القوى، لكن من خلال إنتاج رؤيا موحدة لها.

التباينات
عن أبرز التباينات بين مكونات 14 آذار يؤكد وهبي أن التباينات موجودة، ولو بُذل الجهد الكافي من قبل كل مكونات 14 آذار، وإن اجتمعت هذه القوى لتقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والفئوية، لما اختلفت في ما بينها، وعندما تبادر القوى السياسية في رؤية مصلحتها الفئوية، تكون تجافي الحقيقة، فالمصلحة الوطنية هي ما تُجمع عليه كل القوى، ونتمنى أن تعيد هذه القوى قراءة الواقع، وتبذل الجهد الكافي لإنتاج رؤيا مشتركة، تكون القاعدة على أساسها توحيد قوى 14 آذار.

طيّ الصفحة
وردًا على سؤال هل الأمل موجود في طيّ صفحة التباينات بين قوى 14 آذار وإعادة إحيائها مجددًا؟. يجيب وهبي أن التحالفات الانتخابية اليوم تبقى مؤشرًا إيجابيًا، ونتمنى أن يكون اللقاء أكثر من مصلحة إنتخابية عابرة، لأن الانتخابات النيابية بعد 6 مايو تنتهي، وحتى يعاد إنتاج الوحدة بين القوى المتحالفة إنتخابيًا يجب إنتاج رؤيا سياسية، لأن المصلحة الانتخابية غير كافية، والتعاون الانتخابي اليوم بين قوى سياسية تبقى القواسم المشتركة بينها ضئيلة، إلى حين إعلان النتائج، ونأمل أن يكون المشترك بين القوى السياسية ، ليس فقط المصلحة الإنتخابية، بل أيضًا المصلحة السياسية، حيث ينتج منها تعاون انتخابي.

أما ما الذي فقدته قوى 14 آذار حتى يجزم البعض أنها لن تعود إلى سابق عهدها؟، يجيب وهبي أن قوى 14 آذار قدم فيها الفرقاء المصالح الفئوية على المصلحة الوطنية، وأصبح كل طرف يعتبر أن المصلحة الفئوية هي مصلحة الوطن ككل، وهذا غير صحيح، لأن مصلحة الوطن تبقى ما يجمع عليه جميع الفرقاء، والسبب يبقى أن تلك القوى بالغت في الالتصاق بالمصالح الفئوية والحزبية أكثر مما التصقت بالمصلحة الوطنية التي تجمع.

جمهور 14 آذار
ماذا عن جمهور 14 آذار، هل هو متفق مع قياداته على التباينات في ما بينهم أم يبقى متضامنًا على القيم والمبادئ عينها؟. يرى وهبي أن جمهور 14 آذار يبقى الملايين التي اجتمعت في هذه الذكرى، وهي تساوي مئات الأضعاف من الحزبيين في مختلف القوى، والحزبيون المنضوون في تنظيمات يساوون 1 على مئة من كل من كان موجودًا في جمهور 14 آذار، وبالتالي هذه الجماهير عندما تجتمع قوى 14 آذار، وتتكلم لغة وطنية صافية بعيدة عن العصبيات المذهبية والحزبية ومصالح الزاوريب والأزقة، وعندما تتكلم كلامًا على مستوى قضية الوطن، فهذه الجماهير موجودة وتتجاوب، ولكن عندما يصبح كل طرف يتكلم خطابًا فئويًا حزبيًا أو مذهبيًا، حينها هذه الجماهير تصاب بالإحباط وتنكفئ، لذلك يجب ألا ينصب أحد نفسه من كل مكونات 14 آذار مسؤولًا عن تلك الجماهير، هذه الجماهير تبقى للوطن، وهي دائمًا موجودة إذا أحسنّا مخاطبتها وجدّدنا الرؤيا بمصلحة الوطن العليا.