«إيلاف» من بيروت: بعد تحذير المعنيين بالوضع الإقتصادي المخيف الذي يمر به لبنان حاليًا والتحذير بالخطورة التي قد تواجهها الليرة اللبنانية في المستقبل، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه ل"إيلاف" أن هذه التحذيرات تبقى في غير مكانها لأن الوضع الإقتصادي في لبنان مستقر وتبقى التحذيرات والتخويف من الوضع الإقتصادي في لبنان له أسبابه السياسية ولا يمت الى الواقع بصلة.

الأسواق 

عن حديث البعض بأن الأسواق تبقى جامدة في لبنان والعمل شبه متوقف في مختلف القطاعات فهل هناك خوف فعلي كما أشيع على مستقبل الليرة اللبنانية؟ يشير حبيقة إلى أن لا خوف على الليرة اللبنانية، والحديث بأن الأسواق جامدة ليس دقيقًا، بل يمكن القول إن نسبة الحركة خفيفة، ولا خطر على الليرة اللبنانية وقد طمأن حاكم مصرف لبنان حول هذا الموضوع، هناك من يقوم بتخويف اللبنانيين لأسباب سياسية، وبالتالي تبقى تحذيرات في غير مكانها.

عصر النفقات

عن عصر النفقات في موازنة العام 2018 قبل الذهاب الى المؤتمرات الخارجية وتأثير ذلك على اقتصاد لبنان، يلفت حبيقة الى أن الإصلاحات مهمة جدًا للبنان قبل الذهاب الى المؤتمرات الداعمة، ولكن كنا نتمنى أن تحصل هذه المؤتمرات بعد الانتخابات النيابية مع تشكيل حكومة جديدة ونفس جديد مع دراسة ماكينزي المقترحة، رغم ذلك تبقى المؤتمرات الخارجية مهمة لأنها تأتي بالأموال الى خزينة الدولة، ولكن نعلق أهمية أيضًا على الانفاق الإنتخابي، خلال الشهرين المقبلين وسوف ينعش البلد والحركة الإقتصادية من تشغيل مهرجانات ومطاعم وحفلات وغيرها، وهناك نقلة نوعية ينتظرها لبنان خلال الشهرين المقبلين نتيجة المنافسة الانتخابية الموجودة.

وردًا على سؤال لماذا يتحدث البعض عن خطر يحوم حول الليرة اللبنانية وأنها ستضاهي بقيمتها الليرة السورية على اعتبار أن لبنان سيكون بوابة إعمار لسوريا؟ يرى حبيقة أن ذلك قد يعود لجهل البعض أو لأسباب ومصالح لتخريب البلد، ولا مبرر لهذا الخوف مطلقًا، لكن هذا لا يعني أن الوضع الإقتصادي في أحسن أحواله في لبنان، الأوضاع مستقرة والانتخابات ستحسن الأمور إقتصاديًا، ولكن لا داعي للخوف والهلع ولا أسباب منطقية لكل هذا الخوف.

الليرة اللبنانية

عن طمأنة حاكم مصرف لبنان لوضع الليرة اللبنانية هل يبقى ذلك كافيًا وما هي الإجراءات التي يجب اتباعها لضمان استقرار الليرة اللبنانية؟ يجيب حبيقة أن تطمينات حاكم مصرف لبنان مهمة جدًا، وليست كافية ويجب انهاض المشاريع الإستثمارية في لبنان، وزيادة الإنفاق وهذا ما ستوفره الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا يكمل تطمينات حاكم مصرف لبنان.

مليارات

أما هل سيحصل لبنان فعليًا على مليارات تصل إليه من المؤتمرات الخارجية لتحريك عجلة النمو وخلق فرص عمل فيه؟ يشير حبيقة إلى أن لبنان حتمًا لن يحصل على كل الأموال التي يطلبها من المؤتمرات الخارجية، ولكن سيحصل على بعضها، ويبقى حصوله مثلاً على 4 مليار دولار مساعدات أمرًا مهمًا لبلد صغير كلبنان، وهذا سيكون كافيًا للمرحلة الحالية للوصول الى ما بعد الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة.

وتبقى المؤتمرات التي ستعقد مرحلة انتقالية للبنان لتحسين أوضاع المنطقة ولبنان بصورة خاصة.