دوما: دخلت قافلة مساعدات إنسانية الى الغوطة الشرقية صباح الخميس، في ظل مواصلة قوات النظام السوري هجومها لاستعادة السيطرة على آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، وفي وقت يدخل النزاع المدمر عامه الثامن.

على جبهة أخرى في شمال البلاد تتواصل معركة تقودها أنقرة ضد منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية بهدف طرد الاكراد من المنطقة الواقعة على الحدود التركية.

وبدأ النزاع السوري في منتصف مارس 2011 بحركة احتجاجات شعبية ضد النظام تم قمعها بالقوة، وتطورت الى حرب دامية ومتعددة الاطراف مع تدخل أطراف خارجية عدة. وقتل في الحرب اكثر من 350 الف شخص.

ودخلت قافلة مساعدات غذائية جديدة الخميس الى الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام والتي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والطبية، بحسب ما افادت اللجنة الدولية لصليب الاحمر وكالة فرانس برس.

وقال المسؤول الاعلامي في اللجنة بافل كشيشيك "دخلت القافلة الغوطة وتتوجه الى دوما الآن"، في إشارة الى اكبر مدينة في المنطقة خاضعة لسيطرة فصيل "جيش الاسلام" المعارض. وتضم القافلة 25 شاحنة مخصصة ل26100 شخص، بحسب المصدر ذاته.

ويأتي ذلك في اليوم الثالث لعملية إخراج مدنيين من الجيب الخاضع لسيطرة جيش الإسلام إلى مراكز إيواء في مناطق سيطرة قوات النظام، برعاية وإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

وتم نقل عشرات المدنيين الى هذه المراكز بعد حملة قصف وغارات جوية امتدت اسابيع نفذتها قوات النظام بدعم روسي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة منذ سنوات خلفت مئات القتلى وزادت من معاناة المدنيين العالقين فيها. ويتواصل القصف رغم "هدنة" يومية مفترضة يتم خلالها إخراج مدنيين عبر ممر انساني.

وخرجت الأربعاء دفعة ثانية من الحالات الطبية من مدينة دوما، بموجب اتفاق بين جيش الاسلام والجانب الروسي، ما يرفع عدد الأشخاص الذي تم اجلاؤهم الى 220 مدنياً على الأقل بينهم 60 حالة مرضية، بحسب المرصد.

في هذا الوقت، دخلت قوات النظام السوري ليل الأربعاء الى حمورية، أبرز البلدات الواقعة تحت سيطرة فصيل "فيلق الرحمن" في جنوب الغوطة الشرقية المحاصرة، في هجوم تزامن مع قصف كثيف، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "اقتحمت قوات النظام بلدة حمورية وتمكّنت من السيطرة على أجزاء منها وسط قصف جنوني أوقع قتلى لا تزال جثثهم في الطرقات".

وبحسب المرصد، لم تتمكن فرق الانقاذ من الوصول الى الضحايا بسبب شدة القصف.

وتتعرض البلدة منذ أيام لقصف عنيف لم يتوقف وفق مراسل فرانس برس.

وأفاد المراسل أن الطرق الرئيسية كافة كانت مقطوعة من شدة الدمار، في وقت حاول عدد من المدنيين وبينهم جرحى الفرار ليلاً من البلدة على رغم القصف المتواصل.

ونقل عن أحد الأطباء في البلدة اسماعيل الخطيب مضمون رسالة ارسلها الى الصحافيين عبر تطبيق "واتساب" قال فيها "الجرحى في الطرقات لا يمكن نقلهم والطيران يستهدف اي تحرك (...) لا نعرف ماذا حل بالعائلات التي هربت تحت القصف".

وتشنّ قوات النظام منذ 18 فبراير حملة جوية عنيفة، ترافقت لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 60 في المئة من مساحة المنطقة المحاصرة ومن تقسيمها الى ثلاثة جيوب. وتسبّب الهجوم حتى الآن بمقتل أكثر من 1220 مدنياً بينهم 248 طفلاَ، وفق المرصد.

وقتل 31 مدنياً على الأقل الأربعاء معظمهم جراء غارات روسية وأخرى سورية استهدفت وفق المرصد.

وبحسب عبد الرحمن، فإن قوات النظام تحاول من خلال التصعيد العسكري ان "تمارس ضغوطاً على فيلق الرحمن لدفعه الى القبول بتسوية في المنطقة".

تصعيد في عفرين

في الشمال، صعدت القوات التركية الأربعاء قصفها على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، ما اوقع عشرة قتلى مدنيين على الأقل، لتفاقم بذلك الأوضاع الانسانية المأسوية التي يعيشها السكان.

واستهدفت القوات التركية الأربعاء أحياء في مدينة عفرين بالغارات والقذائف.

وأفاد مراسل فرانس برس في المدينة عن اختباء المدنيين في الأقبية في وقت لم تتمكن فرق الاسعاف من نقل الجرحى الى المستشفيات للعلاج جراء كثافة القصف.

ويعمل المستشفى الرئيسي في المدينة بإمكانات محدودة جراء انقطاع خدمات المياه والكهرباء منذ أكثر من أسبوع وعدم توفر مادة الديزل لتشغيل المولدات الكهربائية في ظل نقص في الادوية والكادر الطبي.

وأقفلت العديد من المحال التجارية أبوابها مع نقص المواد الغذائية لا سيما الحليب والطعام المخصص للأطفال، في وقت انتظر العشرات من المدنيين أمام فرن رئيسي للحصول على الخبز الذي تم توزيعه مجاناً بإيعاز من الادارة الذاتية الكردية.

وجاء التصعيد على عفرين بعد ساعات من نقل مصدر في الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب اردوغان يأمل "بانجاز التطويق الكامل" لمدينة عفرين "بحلول مساء" الأربعاء.

وتطوق القوات التركية وفصائل سورية موالية منذ الاثنين مدينة عفرين مع تسعين قرية تقع غربها، إثر هجوم بدأته في 20 يناير تقول إنه يستهدف الوحدات الكردية الذين تصنفهم أنقرة ب"الارهابيين".

ويربط مدينة عفرين منفذ وحيد بمناطق سيطرة قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء المواليتين.