نصر المجالي: وسط تحذيرات لتجمعات المسلمين في مختلف المدن البريطانية، تواصل الأجهزة الأمنية احتياطاتها على أعلى مستوى لمواجهة أي حادث على خلفية صدور دعوة من مجهولين "لإيذاء المسلمين" في الثالث من أبريل المقبل. 

وكلفت الشرطة البريطانية إدارة مكافحة الإرهاب بفتح تحقيق موسع للكشف عن المجموعة التي تقف وراء مثل هذه الدعوات التي تبث الكراهية في المجتمع البريطاني. وأكدت أن قوات مكافحة الإرهاب تتعامل مع تلك الدعوات على أنها جريمة كراهية محتملة.

معاقبة المسلمين

وقد أشعلت التقارير التي تفيد بأن رسائل "معاقبة يوم المسلمين" قد تم إرسالها في العديد من المدن، داعية الناس إلى مهاجمة المسلمين لفظيا وجسديا.

 

عاقبوا المسلمين يوم 3 ابريل

 

خطابات

وكانت خطابات تدعو للمشاركة في يوم "عاقبوا المسلمين" انتشرت في جميع أنحاء بريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية، وفقا لتقارير. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لنسخة خطاب يحتوي على قائمة بالأعمال العنيفة التي يمكن ارتكابها وأماكن تنفيذها.

وحث الخطاب على التغني الجماعي بعبارات تحمل إدانة للمسلمين، ما دفع حقوقيين وأعضاء برلمان إلى وصف الرسالة بأنها "مزعجة". كما تلقى أربعة نواب من خلفيات جنوب آسيا طرود تحتوي على رسائل معادية للمسلمين في الأيام الأخيرة.

إدانة

ودانت وزيرة الدولة لقضايا محاربة التطرف في وزارة الداخلية البريطانية فيكتوريا أتكينز بقوة من يقفون وراء سلسلة من الخطابات المعادية للإسلام والتي تم إرسالها إلى مجموعة من المنازل في مختلف المدن البريطانية".

 

صورة "حب المسلمين" ردا على الكراهية

 

ووصفت المسؤولة البريطانية هذه الرسائل بـ "البغيضة"، مشددة على أن الحكومة ستعمل جاهدة للقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.

وذكرت أيضا أن عددا من مراكز الشرطة في أنحاء بريطانيا أكدت أنها تلقت تقارير عن وصول مثل هذه الخطابات إلى منازل المسلمين، مشيرة إلى أن تحقيقا كاملا يجري بشأنها.

السفارة الكويتية

ومن جهتها، دعت سفارة الكويت في بريطانيا الرعايا الكويتيين إلى أخذ الحيطة والحذر في مختلف المدن البريطانية. وأهابت بالمواطنين الكويتيين في مختلف مدن المملكة "أخذ الحيطة والحذر بعد قيام مجهولين بنشر منشورات تدعو إلى إيذاء المسلمين".

وأوضحت السفارة الكويتية أن "هذه المجموعة وزعت منشورات على منازل مسلمين في عدد من المدن البريطانية تدعو إلى معاقبتهم وإيذائهم في يوم الثالث من أبريل المقبل".

مبادرة

وإلى ذلك، فإن ناشطا من حركة "من أجل المشاركة والتطور الإسلامي"، وهي مؤسسة خيرية وطنية تعمل على تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية ومكافحة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) قام بإعداد رد على تهديدات الكراهية بإعلان "يوم حب للمسلمين". 

ويقول شهاب إدريس إنه يأمل أن تكون فكرته "تجمع الناس معا". وقال إنه تم أرسال الخطاب على نطاق واسع على وسائل الإعلام الاجتماعي. وأضاف ادريس وهو من ليدز انه شعر بالاشمئزاز من مضمون رسالة الكراهية التي وردت تقارير عنها على نطاق واسع يوم السبت.الماضي.

الكراهية الى حب

وقال "فكّرت، في تحويل رسالة الكراهية رأسا على عقب، من خلال نظام نقاط عن حب المسلمين والعمل من أجل وحدة المجتمع، وتحويله إلى شيء جميل. 

 

الناشط الاسلامي شهاب إدريس وزميلته

 

ونوه ادريس إلى أن "بعض الردود التي رأيتها من المجتمع المسلم كانت إيجابية حقا ، ولكن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو الحصول على ردود من أشخاص ليسوا مسلمين ، قائلين إنهم سيفعلون شيئا إيجابيا مع أي زميل مسلم". 

وقال السيد أدريس لراديو "ليدز بي بي سي": "كمسلمين ، نحن دائما نريد أن نجمع الناس ونحب كل شخص بغض النظر عن خلفيتهم - يمكن أن يكون الحب يوما يهوديا، وحب يوم مسيحي، وحب يوم ملحد". 

ودعمت هذه الخطوة عضو حزب العمال في كولن فالي ثيلما ووكر ، بينما وصفه آخرون بأنه "رد مثالي على الكراهية والتعصب الأعمى".

حب للجميع

قال السيد أدريس لراديو ليدز ببي بي سي: "كمسلمة ، نحن دائما نريد أن نجمع الناس ونحب كل شخص بغض النظر عن خلفيتهم - يمكن أن يكون الحب يوما يهوديا ، حب يوم مسيحي ، حب يوم ملحد ، حب إنسان يوم".

ودعم خطوة إدريس، عضوة حزب العمال في (كولن فالي) ثيلما ووكر، بينما وصفها آخرون بأنها "رد مثالي على الكراهية والتعصب الأعمى".

نشر الخوف

ومن جهتها، قالت منظمة "تيل ماما يو كيه"، التي ترصد الأنشطة المعادية للمسلمين، إنها تلقت بلاغات من أشخاص في برادفورد، وليستر، ولندن، وكارديف، وشيفيلد تفيد بتسلمهم هذا الخطاب.

وقالت إيمان عطا، مديرة المنظمة إن هذه الخطابات "بثت الرعب في المجتمع".، مؤكدة أنها أثارت العديد من التساؤلات التي لم تكن موجودة من قبل لدى الناس الذين أبدو شكوكا حول ما إذا كانوا "في أمان، وهل يمكن لأطفالهم اللهو خارج المنزل بأمان".

وأضافت: "طلبنا منهم الحفاظ على الهدوء والاتصال بالشرطة إذا تلقوا أي من هذه الخطابات".

حديث ناز شاه

وقالت ناز شاه، عضوة البرلمان عن حزب العمال عددا كبيرا من الناس في دائرتها الانتخابية في برادفورد عثروا على الخطاب الذي وصفته "ببريد الكراهية" على أبواب منازلهم.

وأضافت أن هذه الخطابات تستهدف زرع الخوف في قلوب البريطانيين، لكنها رجحت فشل مهمة من أرسلوها، مؤكدة: "إننا نقف متكاتفين جنبا إلى جنب لأنه لا وجود لما يمكن أن يفرقنا. إنها الكراهية التي لن تؤثر فينا، وهذا هو ما نعمل لأجله".

وأشارت إلى أنها تحدثت إلى الشرطة في هذه القضية، وأن محققين أخبروها أنهم يرجحون أن هذه الخطابات مرتبطة "بسلسلة من الاعتداءات.