واشنطن: أرسل مجهول طرود مفخخة إلى ثلاثة منازل في مدينة أوستن خلال عشرة أيام، ما أدى إلى مقتل اثنين وجرح ثلاثة أحدهم عجوز وحالتها خطرة، في حوادث تذكر بسنوات خوف عاشتها الولايات المتحدة بين عامي 1978 و1996.

ونقلت وسائل الإعلام الأميركية عن السلطات في أوستن وهي عاصمة ولاية تكساس الأربعاء، إن الحوادث التي وقعت في الثاني والعاشر من مارس، يقف خلفها شخص واحد، وحذرت السكان بعدم فتح أي طرود مشبوهة وإبلاغ السلطات بشأنها.

وزرع منفذ هذه الجرائم في الطرود قنابل أنبوبية، وهو نفس الأسلوب الذي اعتمده الدكتور ثيودر كازينسي، الذي أطاحت به السلطات بالصدفة عام 1996 بعد نحو 18 عاماً من الملاحقة، أرسل خلالها 16 طرداً مفخخاً قتلت ثلاثة وجرحت 23.

وكان أول الضحايا، أنتوني هاوس، 37 عاماً وهو أميركي أفريقي، الذي قتل بعدما فتح طردا وصله إلى منزله في الثاني من مارس الجاري، فيما أصيبت والدته بجروح غير خطيرة.

وشهد يوم الاثنين الماضي الحادث الأول بعد استهداف منزل عجوز في الخامسة والسبعين لم يكشف اسمها، وهي من أصل لاتيني، وترقد في المستشفى في حال خطرة.

أما الحادث الثاني لفتى في السابعة عشرة يدعى درالين، قتل بعدما انفجار الطرد بعدما فتحه في مطبخ منزل عائلته، فيما لحقت بوالدته جروح.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الخميس، إن جميع الضحايا أعضاء في مركز للأميركيين الأفارقة في أوستن، ما قد يوحي أن استهدافهم لم يكن عشوائياً.

وأعادت هذه الحوداث للذاكرة، الدكتور كازينسي، الذي يبلغ حالياً 75 عاماً ويقضي عدة أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن فيدرالي شديد الحراسة في ولاية كلورادوا.

وكان كازينسي أستاذا للرياضيات في جامعة بيركلي في كالفورنيا، قبل أن يستقيل منتصف السبعينات، ويعلن رفضه لأسالبيب الحياة الحديثة، ليعيش في كوخ من غرفة واحدة حياة بدائية في ولاية مونتانا، ويبدأ في إرسال طرود مفخخة.

ولم تنجح وكالة التحقيقات الفيدرالية في الوصول إليه إلا في إبريل 1996، بعدما أقنعت وزارة العدل بالسماح بنشر بيان مطول للمشتبه به في صحيفة الواشنطن بوست في سبتمبر 1995، لعل أحداً ما قد يتعرف عليه من خلال طريقة كتابته، وهو ماحدث فعلاً إذ تقدم مواطن وقال إن الأسلوب يشبه ذلك الذي يستخدمه شقيقه الوحيد بالكتابة.