ناقشت صحف عربية أزمة محاولة تسميم الجاسوس الروسي السابق سكريبال وابنته في بريطانيا، ووصفتها بأنها تبعث "أجواء حرب باردة جديدة" في العالم.

ورأى كتاب أن بوتين يستخدم الأزمة لاختبار "دفاعات النظام العالمي".

يقول عبد المنعم مصطفى في المدينة السعودية إن "المشهد الجاري في الأزمة بين روسيا وبريطانيا على خلفية محاولة اغتيال جاسوس سابق وابنته باستخدام غاز الأعصاب الروسي القاتل فوق التراب الوطني لدولة عضو بالناتو لأول مرة منذ تأسيسه عام 1949، هو أحد تجليات صراع يستهدف إنتاج حقائق جديدة للقوة على الأرض، تستبق توزيع الحصص فوق قمة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، لا تنفرد الولايات المتحدة بزعامته".

ويضيف: "أجواء حرب باردة جديدة يجري استدعاؤها، ضمن أدوات جديدة في صراع للسيطرة على مراكز متقدمة في نظام دولي متعدد الأقطاب مازلنا نعيش مخاض ولادته".

وكذلك تذهب فيدا مشعور في القدس الفلسطينية، وتقول: "في الواقع إن ما يحدث بين روسيا وبريطانيا يسحق المبادئ المذكورة بشكل بشع وبتوقيت أبشع! بريطانيا تتهم روسيا بتسميم جاسوس روسي في أراضيها وروسيا ترد بوصف الاتهام بالوقاحة. العلاقات الفاترة أصبحت باردة لدرجة أن بريطانيا حذرت مواطنيها من حضور المونديال في روسيا وحرّمته على أبناء العائلة المالكة والوزراء".

"عصر روسي متشدد"

من جانبه، يرى أحمد أبو دوح في العرب اللندنية أن بوتين "يختبر دفاعات النظام العالمي" من خلال أزمة الجاسوس الروسي.

ويقول:" أراد بوتين توجيه رسالة مزدوجة للداخل والخارج في نفس الوقت، قائمة على اختبار تماسك الغرب وقوته. كل يوم تنشر وسائل الإعلام البريطانية أخبارا عن اختراق طائرات وسفن روسية الأجواء والمياه الإقليمية لبريطانيا. هذا السلوك تحوّل إلى واقع يوميّ عادي، ولم يعد يمثّل قلقا يذكر لدى الناس العاديين".

ويضيف: "الموضوع لم يعد يتحمل أي لبس. بوتين يريد اختبار الأرض والوصول بالضغط على أوروبا والولايات المتحدة إلى المدى الأبعد، وانتظار رد الفعل، ثم بناء استراتيجية تعامل روسيا مع الغرب في المرحلة المقبلة".

برلين وباريس وواشنطن: حادثة سكريبال اعتداء على سيادة بريطانيا

أما الياس حرفوش، فلا يرى في محاولة اغتيال العميل الروسي السابق ما يشير إلى سلوك "غريب عن ممارسات موسكو".

تحت عنوان "ستالين وبوتين ومكافحة الخونة"، يقول حرفوش في الشرق الأوسط اللندنية: "عصر روسي متشدد، مع دخول الكرملين الحقبة الرئاسية الثالثة من عصر فلاديمير بوتين... وليس أمام العرب والغرب والعالم كله سوى أن يكتشف طريقة للتعامل مع هذا العصر، أو لتجنب ̕ سمومه ̔".

من جانبه، يرى موسى نهدي في العربي الجديد اللندنية أن بريطانيا "لن تستطيع فرض عقوبات قاسية في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وحاجة بريطانيا الشديدة لاستثمارات خارجية تدعمها في مرحلة ما بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي "البريكست ̔".

ويضيف الكاتب: "تُقَدَرالاستثمارات الروسية المتراكمة في بريطانيا بنحو 9.1 مليارات دولار، وبلغ حجم الاستثمارات الروسية في جزر "فيرجن" البريطانية حوالي 60.9 مليار دولار.وتتركز ثروات الروس، في حي المال البريطاني، في الشركات المسجلة في البورصة والعقارات وبعض الاستثمارات الفاخرة في الأندية الرياضية وملاعب الغولف".