ركزت الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت على قضية اغتيال رجل الأعمال الروسي المنشق نيكولاي غلوشكوف في لندن وهو ما تسبب في نوبة من الخوف بين المعارضين الروس في بريطانيا حسب أغلب هذه الصحف والتي لم تهمل بعد قضية محاولة اغتيال الجاسوس السابق سكريبال.

ونشرت الغارديان موضوعا لجوناثان فريدلاند بعنوان "يجب ان نبصر بوضوح ما وراء سحب الاكاذيب التي يطلقها بوتين ونتصرف الآن".

يقول فريدلاند إن روسيا لن تتعاون مع بريطانيا في موضوع الهجوم على الجاسوس السابق على الأراضي االبريطانية بواسطة الغاز السام ويشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يثير المزيد من الشكوك حول الموضوع ويستخدم ذلك لإضاعة الوقت حتى تمر الانتخابات الرئاسية المنتظر بدء التصويت فيها غدا الأحد.

ويوضح فريدلاند أن بوتين معروف بحبه للألعاب القتالية مثل الجودو مضيفا ان بوتين لا يرى دعائم الديمقراطية مثلما نراها وقد أكد ذلك بنفسه.

ويقول فريدلاند إن "بوتين كحائز على الحزام الأسود في الألعاب القتالية لايرى في أساسات الديمقراطية مثل حرية التعبير وسيادة القانون إلا وسائد هوائية رخوة تصلح للتدرب عليها في تنفيذ الركلات".

ويوضح فريدلاند ان روسيا ليست منزيهة عن قتل معارضي النظام الحاكم في بريطانيا والجميع يعلم ذلك ضاربا المثل بمقتل الكساندر ليتفينينكو عام 2006 والتحقيقات الجارية حول مقتل رجل الأعمال الروسي نيكولاي غلوشكوف.

ويطالب فريدلاند الحكومة البريطانية بالوضوح في هذا الملف وتحديد الخطر الذي يتعرض له المجتمع ولا يمكن التغاضي عنه مشيرا إلى أن الاقتصاد الروسي ككل لايتعدى إجمالي الاقتصاد الهولندي والبلجيكي معا ولايجب تهويل حجم أثار المقاطعة الاقتصادية لروسيا ولا التهوين منها في نفس الوقت.

ويوجه فريدلاند نصحه لحزب العمال المعارض في بريطانيا مقترحا على قيادته المطالبة في البرلمان الأوروبي بوضع قائمة سوداء تضم أسماء المسؤولين في الحكومة الروسية لتقييد حركتهم في كل انحاء اوروبا وسلب مقدرتهم على تحريك الاموال في بنوكها بهدف غسل أموال بوتين.

ويختم فريدلاند قائلا إننا جميعا يجب أن نرى بوتين كما هو فهو ليس معارضا للإمبريالية الامريكية لكنه قومي متطرف يسعى للفرقة تماما مثلما يفعل نايجل فاراج ومارين لوبان وترامب الذي يرى الديمقراطية والإجراءات القانونية مجرد مظاهر تعبر عن الضعف.

"الانتخابات الروسية"

وتناولت التايمز ملف الانتخابات الرئاسية الروسية والتي يبدأ التصويت فيها الأحد وذلك في موضوع اعده مراسلها في العاصمة موسكو توم بارفيت بعنوان "فوز بوتين بالانتخابات الرئاسية سيعلن صراعا جديدا لخلافته".

بوتين يمارس الجودو
AFP

يقول بارفيت إنه في الوقت الذي يبدأ فيه المواطنون الروس التوجه لصناديق الانتخابات الرئاسية الأحد في أكبر دولة على وجه الأرض ستبدأ التكهنات حول هوية من يتولى رئاسة البلاد في الانتخابات التالية عام 2024.

ويشير بارفيت إلى أن فوز بوتين في الانتخابات الجارية شبه محسوم لكن السؤال هو من سيخلفه عندما تنتهي ولايته الجديدة بعد ست سنوات حيث يجري الحديث عن عدد من الشخصيات منهم نجل رئيس جهاز الاستخبارات الاتحادية الروسي.

ويوضح بارفيت أن الاستطلاعات التي ينقلها مساعدو بوتين له تعبر عن توقعات ضعيفة بالنسبة لحجم الإقبال على التصويت ورغم ذلك تعول الحكومة الروسية على جهود اللحظة الأخيرة في دفع قطاعات معينة للمشاركة في التصويت مثل المدرسين وعمال المصانع والقطاع الصحي.

ويضيف بارفيت أن مصادره من الحكومة الروسية تشير إلى ان الهدف المطلوب تحقيقه هو نسبة 70 في المائة من المشاركة في التصويت بالنسبة إلى عدد الناخبين المقيدين في السجلات كما أن النسبة المطلوب أن يحققها بوتين هي 70 في المائة من عدد المصوتين.

ويقول بارفيت إن بوتين البالغ من العمر 65 عاما استمر في قيادة روسيا سواء في موقع رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء منذ عام 1999 وطهر الساحة السياسية من أي معارض يمكن أن ينافسه لكن الفترة المقبلة ستكون الأخيرة وبالتالي يثار التساؤل حول من يخلفه.

وينقل بارفيت عن ألكسندر نافالني المعارض والناشط الروسي الذي منع من خوض الانتخابات قوله إن أعضاء الحكومة الروسية يجب أن يحاكموا لو تم خلع بوتين، لكن المتوقع ان يفوز الرجل ويستمر في رئاسته ست سنوات أخرى ثم من المتوقع أن يتراجع عن صدارة المشهد السياسي ويختار أحد أنصاره لشغل مقعد الرئاسة بينما يحتفظ لنفسه بدور المرشد.

"النفايات الفضائية"

أما جريدة أي فنشرت موضوعا عن النفايات الفضائية وأثارها القاتلة على الأقمار الاصطناعية.

تقول الجريدة إن هناك حاليا نحو 7 آلاف طن من النفايات التي تدور حول كوكب الأرض وهو الأمر الذي يعوق حركة الأقمار الاصطناعية ويهدد عملها ضاربة المثل بالصاروخ الصيني الذي انطلق من قاعدة سيشوان في قلب الصين بهدف تدمير قمر اصطناعي أصبح خارج الخدمة والتخلص من أخطار سقوطه على الأرض في وقت لاحق.

وتوضح الجريدة أن القمر الاصطناعي تم تدميره مطلع عام 2006 وتحو إلى آلاف الشظايا والقطع الصغيرة التي انضمت إلى سحابة النفايات التي تدور حول الأرض وخاصة حول منطقة محور الكرة الأرضية وأصبحت تهدد موجات الاتصالات وحركة الأقمار الاصطناعية.

وتضيف الجريدة أن سحابة النفايات تضم مئات الآلاف من القطع التي تتراوح بين أقمار اصطناعية منتهية الصلاحية بحجم حافلة ثنائية السطح إلى أدوات بحجم علبة الطلاء وبينها بالتأكيد زوجي قفازات لرائد الفضاء الأمريكي إيد وايت فقدهما خلال رحلته لمحطة الفضاء مير عام 1965.

وتشير الجريدة إلى ان بعض هذه الأشياء التي تسبح في مدارات قريبة من سطح الكرة الأرضية يمكن تعقبها وتجنب الاصطدام بها لكن مئات الأشياء الأخرى تسير بسرعة أكبر حسب حجمها وتشكل خطرا على المركبات خلال الرحلات الفضائية.