في كازاخستان المحافظة، لا تجرؤ العديد من النساء على الحديث عن الاغتصاب أو التحرش الجنسي، لكن حملة محلية على غرار حركة "#أنا ايضا" بدأت بتشجيعهن على رفع أصواتهن.

تقارب ساينا ريسوفا على الانهيار حين تتذكر تعرضها للاغتصاب.

قفزت الفتاة البالغة من العمر 26 من الطابق الثالث للهرب من مهاجميعا، فأصيبت بكسر بالحوض والكعب.

نجت من سقوطها من الدور الثالث، لكن أول شيء فكرة به بعد اغتصابها هو الانتحار.

تعاني ساينا من آلام مزمنة بسبب إصابتها، لكن سعيها للحصول على العدالة لم يكن أقل إيلاما.

يعتبر الكثيرون في كازاخستان الحديث عن الاغتصاب مشينا، وقالت ساين لبي بي سي إنها تعرضت لضغوط كبيرة من أجل التزام الصمت.

وأضافت "كان علي أن أدخل في صراع لا مع أجهزة تطبيق القانون فقط لكن مع نفسي ومع أقربائي أيضا، الذين أصيبوا بصدمة ولم يتفهموا".

"تساءلوا مستنكرين: لماذا تخرجين هذا إلى العلن ؟ دعي الأمر بيد الله، وسيحصل لك حقوقك"".

وقالت ساينا إن والديها أرادا إخفاء الأمر برمته، لأنه "وصمة عار" بالنسبة لهما.

يلينا إفانوفا
BBC
يلينا إفانوفا قامت بخطوة جريئة: أبلغت الشرطة بحادث اغتصاب

وحين رأت ساينا أن القضية في المحاكم تتقدم ببطء، وخوفا من أن ينجو المغتصبون من العقاب، قررت أن تتحدث عن الحالة في العلن.

وحكمت المحكمة على أحد المغتصبين في شهر يناير/كانون الثاني بالسجن 10 سنوات، بينما بقي رجل ثان متهم بالمشاركة في عملية الاغتصاب فارا من العدالة.

ساينا واحدة من عدة نساء انضممن إلى حركة "لا تصمتي"، وهي حركة تساعد النساء ضحايا الاغتصاب على إيصال أصواتهن.

وقد قدمت الحركة مساعدة لتسعة عشر امرأة منذ تأسيسها عام 2016.

دينا سماعيلوفا، وهي منتجة عروض موسيقية للأطفال، هي إحدى مؤسسات الحركة.

انطلقت الحركة بإعلانها على فيسبوك أنها تعرضت للاغتصاب حين كانت في العشرين من عمرها.

وتسبب منشور دينا بعاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ بدأ المستخدمون بمشاركة قصصهم وعرض المساعدة والدعوة للحراك.

وتقول دينا إن هدف الحركة هو تغيير مواقف الناس.

وتوضح ذلك قائلا: "المجتمع فرض مفهوم العار، وبذلك تصبح الضحية هي القذرة لا المغتصب. نحن نقول ليس عارا أن يكون الإنسان ضحية اغتصاب، بل العار أن يكون مغتصبا".

وتفيد لجنة الإحصاء الحقوقي أن كازخستان شهدت 2250 حالة اغتصاب مسجلة عام 2017، لكن الناشطين يقولون إن هذا الرقم لا يعبر عن الواقع لأن الكثيرات لا يبلغن عن تعرضهن للاغتصاب.

وتنظم حرة "لا تصمتي" خلقات دراسية لتوعية الطالبات وأجهزة تطبيق القانون، كما تنظم محاضرات للعامة حيث تستطيع الضحايا الحديث عن ما مررن به.

وتحدثت يلينا، البالغة من العمر 19 عاما، في أحد تلك التجمعات. اختطفت الميكروفون وقالت "تعرضت للتحرش والاغتصاب" بين دموعها ونهنهاتها.

مسح بعض الحضور دموعهم بينما كانوا يستمعون.

وبالرغم من أن الحديث عن الاغتصاب من المحظورات، إلا أن يلينا قالت إن رفع صوتها كان وسيلتها الوحيدة.