إيلاف من نيويورك: تتضارب الآراء في العاصمة الأميركية، واشنطن حول التحقيق الخاص المتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، والذي يقوده المحقق الخاص روبرت مولر منذ شهر مايو/أيار 2017.

رأيان متناقضان يحكمان أجواء واشنطن، أول يعتبر ان عهد دونالد ترمب الحقيقي يبدأ مع اغلاق ملف التحقيقات نهائيا، وبالتالي لا بد من طرد روبرت مولر كي يتسنى للرئيس قيادة البلاد، بإعتبار ان التحقيق أصبح بمثابة مضيعة للوقت بعدما خرج عن الاطار المرسوم له -التدخل الروسي- وبات يلاحق قضايا أخرى كالتهرب الضريبي وغسيل الاموال.

تصريح كونواي

تصريح النائب الأميركي مايك كونواي الذي أكد "ان لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي لم تجد أدلة على وجود تواطؤ بين حملة دونالد ترامب الانتخابية وروسيا"، وفر فرصة إضافية للداعين الى طرد مولر بحيث خرجت أصوات من الفريق القانوني للرئيس ترمب تدعو الى انهاء هذه التحقيقات، وذلك للمرة الأولى.

تداعيات الطرد

أما الفريق المؤيد لتحقيقات مولر، والذي يضم في صفوفه شخصيات جمهورية بارزة، فيعتبر ان قرار طرد المحقق الخاص يخالف المبدأ الذي يقول ان الولايات المتحدة محكومة بالقانون، وسيسبب عاصفة سياسية كبيرة من شأنها انهاء رئاسة دونالد ترمب.

مولر يشق طريقه

ورغم الضجيج المثار حول هذه القضية، غير ان المحقق الخاص يحاول التركيز على متابعة تحقيقاته دون الاكتراث الى ما يجري، فصحيفة نيويورك تايمز قالت منذ يومين أن مولر تقدم بطلب للحصول على وثائق من مجموعة شركات ترمب، بعضها مرتبط بالعلاقة مع روسيا، وبعث بأسئلة الى الى الفريق القانوني لترمب قيل انها تتعلق بالمقابلة التي ينوي فريق المحقق الخاص طلبها مع الرئيس.

الرد

وفي حين تكفل آلان فوتيرفاس أحد محامي شركات الرئيس الأميركي، بالرد على تقرير التايمز عبر القول، "ان الشركات قدمت على مدى أشهر وثائق إلى فريق التحقيق في قضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية السابقة، وبأنها كانت "متعاونة تماما" مع تحقيق مولر منذ يوليو/تموز 2017، خرج ترمب بنفسه ليستهدف روبرت مولر شخصيا للمرة الأولى منذ توليه ملف التحقيق.

استهداف ترمب لمولر

وربط موقع ذا هيل بين تلقي فريق الرئيس القانوني أسئلة المحقق الخاص، وهجوم ترمب المباشر على مولر، حيث تساءل في تغريدة على حسابه على تويتر، "لمَ يضم فريق مولر 13 ديموقراطيا متشددا، بعض كبار مناصري هيلاري الفاسدة، ويخلو من اي جمهوري؟ ومؤخرا اضيف ديموقراطي آخر، "هل هناك من يعتقد ان ذلك عادل؟ ومع ذلك، ليس هناك تواطؤ!".

واعتبر موقع بوليتيكو، ان الرئيس وفريقه القانوني التقيا على نقطة محددة منذ عشرة اشهر تتضمن عدم التعرض للمحقق الخاص، ولكن اقتراب تحقيقات مولر من ترمب ومن عائلته، طرح فرضية تخلى الرئيس عن الهدنة مع المحقق الخاص، مما اثار مخاوف من إمكانية قيام سيد البيت الأبيض بطرده.

وحاول ترمب استهداف فريق مولر من بوابة وجود 13 ديمقراطيا متشددا في صفوفه، وسبق للعديد منهم التبرع لحملات الديمقراطيين الانتخابية، علما بأن المحقق الخاص روبرت مولر هو جمهوري الانتماء.

اغلاق الملف

تغيّر النبرة حيال مولر، لم يكن حكرا على ترمب فقط، فجون دود احد ابرز رجال الفريق القانوني الخاص به، طلب صراحة من نائب وزير العدل رود روزنستاين اغلاق ملف التحقيقات.

المخاوف من إمكانية الإطاحة بالمحقق الخاص، دفع بعضو مجلس الشيوخ ليندساي غراهام الى إعادة تحذير ترمب من طرد مولر، معتبرا في حديث لشبكة سي أن أن، ان محاولة القيام بطرد مولر يعني بداية نهاية رئاسته.

وانضم بول رايان، رئيس مجلس الشيوخ إلى قائمة المنادين بضرورة السماح لمور بإكمال تحقيقاته، وقالت المتحدثة باسمه اشلي سترونغ، "كما قال رئيس مجلس النواب دائما ، ينبغي أن يكون مولر وفريقه قادرين على القيام بعملهم".