نصر المجالي: مع اتساع دائرة حملة مناهضة الحجاب الإجباري في إيران، دعت السلطة القضائية مجددًا إلى ضرورة التصدي الحازم للتحركات التي بدأها من يصفهم بأعداء الاسلام أخيرًا للترويج لظاهرة نزع الفتيات غطاء الرأس في أوساط المجتمع.

وأكد رئيس عدلية طهران غلام حسين إسماعيلي في تصريح خلال تفقده مجمع "ارشاد" القضائي في طهران انه في بعض الاحيان يرتكب الشخص جنحة ما وبالامكان التعامل معه برافة وتخفيف الحكم الصادر بحقه في ضوء شخصية المتهم وسائر الشروط المدرجة في القانون ولكن حينما يرتكب شخص ما جنحة تؤدي الى تجرؤ الاخرين وتوفر الارضية لانتشار الجنحة والجريمة في اوساط المجتمع فمن الضروري هنا التعامل مع مثل هذا الشخص في اطار الضوابط وبكل حزم.

تحد اجتماعي 

وأضاف إسماعيلي ان النقطة الاخرى هي ان هذا الامر يتحول احيانا الى تحد اجتماعي كبير كالتحركات اليائسة التي ظهرت في الفترة الاخيرة بدعم من اعداء الاسلام في اطار نزع غطاء الراس في اوساط المجتمع واصبحت مصدرا لترويج ظاهرة غير سليمة ولا بد من التصدي لها بحزم لانه وفقا لتصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي أن من شأن التسامح والتساهل في الامور الثقافية أن يؤدي الى التعرض للغزو الثقافي.

تجريم الحملة 

وكانت السلطات القضائية الإيرانية أعلنت في أول رد فعل على حملة رفض الحجاب الإجباري، في فبراير الماضي بأنها ستواجه من يقمن بهذه الحركة وسيتم اعتبارها كجريمة، وذلك بعد استمرار بعض النساء في طهران وبعض المدن الإيرانية الكبرى بالقيام بنفس الحركة في الشوارع المزدحمة.

واعتبر المدعي العام الإيراني، عباس جعفري دولت آبادي، في تعليق علي هذه الظاهرة بأنه عمل "غير مبرر" و "مبني على تحريك المشاعر"، وهدد في الوقت نفسه باعتقال كل من تقوم بهذه الحركة في الشارع، وكشف عن اعتقال سيدة واحدة على الأقل في العاصمة طهران بسبب مشاركتها في الحملة.

وقال دولت آبادي خلال مقابلة مع وكالة " ايلنا" الإيرانية أن هذا "جهر بالمعصية" و"عمل غير قانوني يتوجب المعاقبة عليه".

انطلاق الحملة 

وكانت حملة مناهضة الحجاب الإجباري في إيران، انطلقت في مطلع فبراير الماضي حيث انضمت العديد من النساءالمحجبات للحملة وقمن بحركة رمزية برفع أوشحة من على مناطق مرتفعة في الشوارع المزدحمة والتلويح بالحجاب برفعه من خلال عصا على شكل علم، تعبيرا عن تضامنهن مع الفتيات والنساء اللواتي لا يرغبن بارتداء غطاء الرأس.

كما بدأت تتكاثر الصور والمقاطع المماثلة عبر مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية مع هاشتاغ "#دختران_خیابان_انقلاب أي " فتيات شارع انقلاب" كتعبير عن التعاطف مع المرأة ورفضا للحجاب القسري.

وقام العديد من النساء والفتيات الإيرانيات بتقليد فتاة شارع "انقلاب" بطهران، التي أفرجت عنها السلطات السبت الماضي، بعد شهر من اعتقالها بسبب وقوفها على منصة في الشارع وخلعها وشاحها والتلويح به كعلم، احتجاجا على فرض الحجاب الإجباري في إيران. 

وتداول نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل عشرات الصور والفيديوهات لفتيات ونساء في مختلف المدن قمن بنفس الخطوة، كما انتشر مقطع يظهر مشاركة سيدة عربية طاعنة في السن من الأهواز تسكن في العاصمة طهران، بحسب ما أفاد ناشطون عبر مواقع التواصل.