موسكو: ابقى فلاديمير بوتين، الذي اعيد انتخابه لفترة رئاسية رابعة، الغموض على تشكيلة المسؤولين الذين سيتسلمون السلطة معه.

في ما يلي مجموعة من الشخصيات البارزة في دائرة بوتين المقربة الذين لم يعرف مصيرهم بعد مع بدء بوتين ولايته الجديدة. 

- ديمتري مدفيديف، رئيس الوزراء المخلص -
اختار بوتين ديمتري مدفيديف ليقود روسيا في 2008 رغم أنه لم يكن معروفاً لدى عامة الناس. ولم يخرج مدفيديف من تحت عباءة "زميله وصديقه القديم" بوتين، حسب وصفه.

وبعد اربعة اعوام في السلطة، عاد بوتين الى الكرملين، بينما عاد مدفيديف الى رئاسة الوزراء في تبادل للأدوار وسيناريو معد مسبقاً. ولعب مدفيديف دوراً هامشياً نسبياً في منصبه خلال السنوات الأخيرة. 

في 2017 كشف اليكسي نافالني، السياسي المعارض والمدون المكافح للفساد، عن ثروة مدفيديف، وقاد بشكل غير متوقع هجمات واسعة على هذا الرجل الذي كان مصمما في فترة من الفترات على وضع روسيا على المسار الليبرالي. 

يتردد في الاعلام الروسي بشكل مستمر ان مدفيديف في طريقه الى الخروج من السلطة. وغاب عن الحملة الانتخابية لبوتين، الا ان معلمه لم يتخل عنه علنا. وبقي مدفيديف مخلصاً له. 

- سيرغي شويغو، رجل بوتين العسكري -
اصبح سيرغي شويغو الوجه الذي نسب اليه تحديث الجيش الروسي. وارتبط اسمه أخيرا بـ"نجاح" الحرب الروسية في سوريا. 

يشغل شويغو منصب وزير الدفاع منذ 2012، وهو أحد النادرين في دائرة بوتين المقربة الذي لا ينتمي الى "المجموعة" التي كانت تحيط به عندما كان يعمل في ادارة مدينة سانت بطرسبرغ. 

وينحدر شويغو (62 عاما) من جمهورية توفا النائية في سيبيريا، واثبت أنه اداري ناجح اثناء توليه وزارة الطوارئ على مدى نحو 20 عاماً. وشهدت هذه الوزارة اصلاحا شاملا. 

يظهر شويغو بشكل دائم الى جانب بوتين خلال الاحتفالات الرسمية، ورحلات صيد السمك في نهر توفا، أو اثناء تعقب النمور في اقصى الشرق الروسي. 

- سيرغي لافروف، صوت موسكو في الخارج -
يحظى لافروف بالاحترام على الساحة الدولية منذ توليه منصب وزير الخارجية في 2004. وقد بدا عليه التعب في السنوات الأخيرة التي شهدت اضطرابات في علاقة بلاده بالغرب. 

لافروف (67 عاما) هو مفاوض غير مرن، يواصل الدفاع عن موقف موسكو في جميع أنحاء العالم، ويدافع عنها في ازمتي اوكرانيا وسوريا بشكل شبه يومي. 

- ايغور سيشين، وجه رأسمالية الدولة -
ايغور سيشين هو صديق قديم لفلاديمير بوتين. ويرأس شركة النفط الحكومية العملاقة "روزنفت" التي تحولت الى عملاق عالمي في مواجهة الانتقادات المتزايدة لشخصه. 

وعادة ما يوصف سوشين بأنه ثاني اقوى رجل في روسيا، ويبدو أنه من المستحيل المساس به، حتى أنه يتمتع بالقدرة على اقالة وزراء مثل وزير الاقتصاد السابق اليكسي اوليوكاييف الذي عارض بيع روزنفت لشركة النفط باشنفت. 

اعتقل اوليوكاييف في العام الماضي في مقر روزنفت، حيث ضبط وهو يقبل رشوة قال انها نتيجة مؤامرة مدبرة. 

- الفيرا نابيولينا الاقتصادي المتشدد -
عينت الاقتصادية المعروفة الفيرا نابيولينا بشكل غير متوقع محافظة للبنك المركزي في 2013. وفي البداية اثار تعيينها مخاوف حول استقلال هذه المؤسسة بسبب قربها من الكرملين، الا ان هذه المخاوف لم تتحقق. 

ورحبت الدوائر المالية بإدارتها للأزمة الاقتصادية الخطيرة التي شهدتها روسيا في 2014. وتحت قيادة نابيولينا اتخذ البنك المركزي اجراءات لم تلق شعبية في بعض الاحيان لتجنب الانهيار الاقتصادي خلال الازمة. 

- اليكسي كودرين، الاصلاحي -
عيّن كودرين في منصب وزير المالية في العام 2000. واقاله مدفيديف في 2011. ولم يبتعد كودرين كثيرا عن السياسة. يعد كودرين ليبراليا يحظى بالتقدير في الخارج، ويستغل استقلاله لاجراء مقابلات منتظمة حول القضايا الاقتصادية. 

عاد كودرين الى الساحة السياسية مستشارا لبوتين خلال الحملة الانتخابية، وأجرى اخيرا مقابلة مع صحيفة "فيدوموستي" الروسية اوضح فيها ما يمكن ان يفعله لو اختير رئيساً للوزراء. وستكون عودته الى الحكومة، رغم أنها غير مرجحة، هدية لمن يأملون في تطبيع علاقات روسيا مع الغرب.