قرية كرمليس: بعدما منعوا قسرًا في ظل ثلاث سنوات من حكم مقاتلي تنظيم داعش، عاد عشاق رياضة الطيران الشراعي في نينوى للتحليق الاثنين في سماء المحافظة العراقية وكبرى مدنها الموصل التي دمرتها أكثر من تسعة أشهر من المعارك الدامية.

وللمرة الأولى بعد استعادة القوات العراقية لثاني أكبر مدن البلاد، شارك نحو عشرة رياضيين من محافظة نينوى، في دورة تدريبية نظمها "مركز رياضة السماء للطيران الانحداري والشراعي" في قرية كرمليس المسيحية الواقعة على بعد 28 كيلومترا جنوب شرق الموصل، استعدادا للمشاركة في بطولات محلية وعالمية مقبلة.

تأسس هذا المركز في الموصل في العام 2009، ويعد أول مدرسة أهلية من نوعها في العراق متخصصة بتلك الرياضة ومسجلة لدى وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الجوي العالمي، وشارك في بطولات عالمية نظمت في فرنسا وتركيا وألمانيا، قبل أن تتوقف أنشطته بعد دخول الجهاديين الموصل.

انتشر المشاركون في هذه الفعالية مرتدين قمصانا رياضية على تل كرمليس، بينما حلق آخرون في الهواء بطائراتهم الشراعية ذات الألوان الحمراء والزرقاء والبيضاء.

وقال مساعد المدرب والمشرف الفني على نشاطات المركز حسين فيصل محمد لوكالة فرانس برس "سبق ونظم المركز أربعة وحدات تدريبية قبل سيطرة تنظيم داعش على المدينة الذي منع ممارسة هذه الرياضة، واليوم نعاود نشاطنا من جديد".

وأضاف "اعتمدنا على إمكانياتنا الذاتية ودون أي دعم حكومي، اذ استطعنا توفير أربع طائرات لتغطية فعاليات هذه الوحدة التدريبية رغم قدم طرازها، وستصل المركز قريبا طائرات حديثة". وأبدى الرياضيون المشاركون في الفعالية حماسة كبيرة لتحقيق النجاح والتفوق في القفز تمهيدا لمشاركات دولية مقبلة.

وقال زياد طارق عزو (32 عاما) "أنا سعيد جدا بهذه المشاركة بعد طول انقطاع وعدم مواكبة التطور العالمي في هذا المجال بسبب ظروف الموصل المعروفة"، مضيفا "أدعو الشباب الذين يمتلكون قابليات وموهبة في هذا الجانب الى الانضمام إلينا للمساهمة في تطوير هذه الرياضة العالمية".