«إيلاف» من بيروت: شكّلت تحذيرات روسية من تحضيرات أميركية لتوجيه ضربات ضدّ أهداف حكومية سوريّة باستخدام الصواريخ المجنّحة، هاجسًا أمنيًا وإقتصاديًا في لبنان خصوصًا على أبواب الانتخابات النيابية، فبعدما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حول استعداد واشنطن لقصف دمشق بأنها "غير مسؤولة إطلاقًا"، قال رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي "إن ثمة معطيات تفيد بأن الولايات المتحدة الأميركية تحضّر لضربات محتملة من أساطيلها البحرية، انطلاقًا من الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط والخليج والبحر الأحمر، وأن واشنطن درّبت مسلّحين في سوريا لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية، وأرسلت لهم المواد الكيميائية تحت غطاء مساعدات إنسانية".

وبعد التحذيرات الروسية، يطرح السؤال ما مدى تأثير الضربات الأميركية لسوريا في حال حصلت على لبنان اقتصاديًا وأمنيًا؟ يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه ل"إيلاف" أن لبنان يتأثر اقتصاديًا مع توتر المنطقة، والحركة الإقتصادية في لبنان تخف، وبالتالي اللبنانيون سيقلقون من تلك المعركة التي لا تُعرف نتائجها مسبقًا، وهذه المرة سوف ترد سوريا كما ذكر في الإعلام على هذه الضربات الأميركية، حينها ستصبح الحرب أشرس والخسائر أكبر، وكلما كانت الضربات أقوى ومع ردود عليها من الجانب السوري كلما طالت الأمور والوضع اللبناني سيتضرر أكثر إقتصاديًا.

حزب الله

وردًا على سؤال أي ضرر أمني وإقتصادي سيواجه لبنان في حال مشاركة حزب الله في هذه الضربات ضد سوريا وما مدى إحتمال تكثيف العقوبات الأميركية على حزب الله في هذا الخصوص؟ يجيب حبيقة أن العقوبات تؤثر رغم أن حزب الله شبكته خارج النظام العالمي، والخوف ليس من العقوبات فقط على حزب الله بل يبقى الخوف على كل شبكة الطيران في لبنان ومدى تأثير ذلك على السياحة في لبنان، والسفن الأميركية ستضرب من البحر، وقد يكون الطيران اللبناني مستهدفًا، وهذا يبقى كارثيًا على لبنان.

الانتخابات

عن مدى تأثير هذه الضربات على أبواب الصيف في لبنان وعلى أبواب الانتخابات النيابية أيضًا، يلفت حبيقة إلى أنه أمنيًا لبنان قد لا يتأثر، لكن اقتصاديًا يتأثر كثيرًا، فلبنان من دون استخدام مطاره سوف يختنق إقتصاديًا، بخاصة مع وجود رد على القصف، والسياحة سوف تتوقف على أبواب الصيف، وكذلك هناك خوف على الانتخابات النيابية، ويجب أن تحصل مهما كانت الظروف، وهي مفصلية كي ينتقل لبنان من صفحة الفساد الى صفحة الأمل، ومع الضربة الأميركية على سوريا قد لا تجري الانتخابات النيابية في لبنان، وهذا يضر بلبنان على المدى القريب والبعيد.

ويشير حبيقة إلى أن تأجيل الانتخابات يضر جدًا باقتصاد لبنان، مع وجود حركة في لبنان اليوم بفضل الانتخابات، مع احتمال مجىء بعض الأشخاص من الخارج للانتخاب في لبنان، خصوصًا من الإمارات والسعودية والكويت.

اسرائيل

في حال جرى تعاون أميركي إسرائيلي في توجيه هذه الضربات كيف يساهم الموضوع تراجعًا إقتصاديًا في لبنان؟ يلفت حبيقة إلى أن إسرائيل هي من توجه أميلركا وتحثها على الضربات ضد سوريا، وأميركا من تنفذ، والأمر سيؤثر على لبنان سياحيًا واستثماريًا وانتخابيًا، ولكن كلبنانيين علينا عدم تأجيل الانتخابات مهما كان السبب.