«إيلاف» من الرياض: وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أميركا في زيارة تستغرق قرابة ثلاثة أسابيع يعقد خلالها عدد من المحادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبار المسؤلين بإدارته.

وفي هذا الصدد قال الكاتب السياسي فهد الخريجي في حديث خاص مع «إىلاف» «أن العلاقات السعودية الأمريكية تتجاوز الثمانين عاماً، وهي ذات صبغة متينة وتعاون مثمر وثقة متبادلة. وأكد «أن زيارة ولي العهدالأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأميركية جاءت في وقت حساس ومهم من تاريخ منطقة الشرق الأوسط، الذي يشهد تنامي الصراعات الإقليمية والدولية» وأضاف «أن هذه الزيارة من المتوقع أن تشهد قرارات وتحالفات واتفاقات أكثر عمقاً من ذي قبل، بما يفيد مصلحة الدولتين».

وفيما خص القضية الفلسطينية قال الخريجي« لقد كانت هذه القضية نقطة خلاف مع واشنطن، لكن التطرق الى قرار نقل سفارة أميركا الى القدس والحرب الدائرة في سوريا والملف الإيراني، لعله يسعى إلى إيجاد صيغة مناسبة لها ولوقف الإرهاب الإيراني في المنطقة، عبر ميليشياتها، سواء «الحوثيين» في اليمن، أو «حزب الله» في لبنان.

وختم بالقول «أن العلاقات بين الرياض وواشنطن سوف تزداد رسوخاً وتماسكاً لإدراك قيادة البلدين قيمة التعاون في هذه المجالات، وتدرك الولايات المتحدة الأمريكية من جانبها، واقع وحقيقة المكانة التي تحتلها المملكة العربية السعودية في قلوب عموم المسلمين، وتأثيرها الكبير والمحوري، في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي». 

من جهته قال الكاتب السياسي وعضو مجلس الشورى السعودي صالح الخثلان «أن أهمية الزيارة تتضح في توقيتها فهي تأتي في مرحلة تمر فيها المملكة بتحولات كبيرة خاصة في مجال الاقتصاد، لذلك أصبحت هذه الزيارة محل اهتمام الجميع وخاصة الشركاء الذين يتطلعون من خلالها إلى معرفة المزيد عن رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني وما نتج عنه من سياسات ومبادرات وكيفية استثمارها لتعميق الشراكة مع المملكة التي تتمتع بمكانة خاصة بالنظر إلى قدراتها الاقتصادية وكذلك دورها المحوري في المنطقة».

وأضاف: «إن هذه الزيارة ستسهم ايضا في الاجابة على الكثير من الأسئلة التي تطرحها النخب الأمريكية حول ما يجري في المملكة سواء في ملف مكافحة الفساد وكيفية معالجته أو التصدي للخطاب المتطرف حيث يراهن الغرب على دور المملكة في مواجهته في العالم الاسلامي». 

 وتابع بالقول:« إن مباحثات ولي العهد ستتركز ايضا على التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها الحرب في اليمن واستعادة الشرعية وتحجيم الحركة الحوثية ومنعها من التحول إلى أداة دائمة للنفوذ الإيراني، ومنع تنشيط التنظيمات الإرهابية في اليمن بعد محاصرتها في سوريا، كما نتوقع أن تشمل المباحثات الصراع في سوريا والذي يمر بتحولات خطيرة وتزداد فيه المعاناة الإنسانية». 

وأكد «أن المملكة قادرة على لعب دور في الوصول إلى تسوية تنهي الصراع لما تتمتع به من مكانة ومصداقية بين اطراف المعارضة السورية. ولاشك أن موضوع التدخلات الإيرانية في المنطقة ودورها التخريبي سيكون لها نصيبها في المباحثات إضافة إلى بحث سبل المحافظة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي».

وتأتي هذه الجولة المنتظرة في الولايات المتحدة بعد زيارة ولي العهد لبريطانيا، حيث وقع الجانبان اتفاقات تجارية وتكنولوجية وعسكرية .