لندن: طمأن رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني مواطنيه بأن الاقليم ليس على حافة الكارثة لكنه أقر بأنه يواجه مصاعب جمة سيتجاوزها مؤكدًا أن الوضع الاقتصادي سيعود إلى طبيعته مخاطبا العراقيين بالقول مهما كان الوضع السياسي وكيفما تكن العلاقات بين الحكومات فإننا سنبقى أخوة إلى الابد.

وقال بارزاني في رسالة لمناسبة أعياد نوروز بدء السنة الكردية الجديدة التي يتم الاحتفال بها غدا حيث اعلنت السلطات العراقية عطلة رسمية يومي الابعاء والخميس المقبلين ان شعلة نوروز كانت على مدى التاريخ رمزاً للحرية "التي هي ضالة آبائنا وأجدادنا وضالة كل كردي طوال حياته". 

وأشار في رسالته التي حصلت على نصها "إيلاف" إلى أنّه "في نوروز عادت إلى الكرد روح النهوض والصمود واستئناف النضال ومواصلته بعد أشد النكسات وكما كان يمثل لأجدادنا رمز المقاومة وعدم الخضوع، حتى لو أخفقوا أحياناً بسبب عدم تعادل موازين القوى لكنهم في نوروز استأنفوا الكفاح بروح نوروزية ترفل بالثقة بالنفس، وبالإيمان بحتمية النجاح". 

وأضاف "أن تاريخ كوردستان اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يمر بمرحلة مخاض لولادة جديدة، وأن الحركة التحررية الكردستانية والسلطة الكردستانية بلغتا مرحلة لا يمكن فيها القضاء عليهما، لأن هذه السلطة هي ثمرة نضال البيشمركة وصمود شعب كردستان".

لسنا على حافة كارثة 

وشدد المسؤول الكردي على ان كردستان ليست على حافة كارثة كما يتصور البعض "بل يمكننا من خلال حوار داخلي سليم، ومن خلال توحيد صفوفنا، المضي بكردستان قدماً والاقتراب أكثر من مستقبل أبهى وأكثر ازدهاراً".

وأشار إلى أنّ إقليم كردستان، بسبب حرب داعش، وعدم التوافق السياسي الداخلي، والخلافات السياسية مع بغداد، وكذلك بسبب الأزمة الاقتصادية في العالم، يواجه مصاعب جمة، كان أسوأها قيام بغداد منذ العام 2014 بقطع حصة إقليم كردستان من الموازنة. كانت المشكلة الاقتصادية هي الأصعب طبعاً، لكني أود طمأنتكم إلى أن الوضع الاقتصادي سيعود إلى حالته الطبيعية، وبفضل تعاونكم وصمودكم جميعاً ستعود كافة الأمور إلى نصابها الطبيعي. إن معاناتكم وأوجاعكم تجعلني أشعر بالحزن من أعماق قلبي. لكنني لا أشك في إمكانية تجاوز هذا الوضع الاقتصادي العصيب.

حرب داعش

وحيا بارزاني بشدة الإزيديين الذين قدموا أكبر التضحيات في حرب داعش وعانوا أشد الأوجاع.. وقال إنه "إلى جانب حلبجة، صارت سنجار تاجاً على رأس تاريخ شعبنا المليء بالتضحيات. صحيح أن جروحنا وآلامنا في سنجار عميقة جداً، لكننا واثقون تمام الثقة في أن هذه الجروح والآلام هي نواة للحرية ولمستقبل أكثر زهواً للإزيديين ولكل شعب كردستان". 

وحيا نازحي كركوك وسنجار ومخمور وخانقين والمناطق الأخرى، وأبناء المناطق المتنازع عليها وقال "عيد مبارك للكورد الفيليين والكاكائيين والشبك الذين لا شك أن شعورهم الوطني والقومي اليوم، مع إشعال شعلة نوروز أكثر اتقاداً وحماسة من أي يوم آخر، أبارك عيد نوروز لكل اللاجئين الكرد الذين يعيشون في إقليم كوردستان وأرجو أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم قريباً مكللين بالعز والشموخ".

أخوة مع العراقيين إلى الابد

وخاطب "عموم الشعب العراقي الشقيق" قائلا "مهما كان الوضع السياسي في البلاد وكيفما تكن العلاقات بين الحكومات، فإننا سنبقى أخوة إلى الابد فالعراق يزخر بثروات طبيعية وبشرية هائلة، ونحن واثقون أنه من خلال حل المشكلات السياسية الأساسية، وتحسين أوضاع البلاد وإدارتها، فإن العراق سيمضي نحو الازدهار الذي يتطلع إليه الشعب العراقي".

ويأتي الاحتفال بأعياد نوروز هذه الايام في وقت بدأت خطوات جدية على طريق حل جميع الملفات الخلافية بين بغداد وأربيل حيث تم امس اطلاق الحكومة الاتحادية لمرتبات جميع موظفي اقليم كردستان وبضمنهم افراد قوات البيشمركة وذلك بعد اربعة ايام من اعلان العبادي الخميس الماضي عن اكمال سيطرة الحكومة الاتحادية قانونيا ودستوريا على مطاري اربيل والسليمانية موجها بفتحهما للطيران الدولي بشكل رسمي. 

 وكانت بغداد فرضت في 29 ايلول سبتمبر الماضي حظراً على الرحلات الدولية بمطاري أربيل والسليمانية في إقليم كردستان رداً على إجراء استفتاء الانفصال في الخامس والعشرين من الشهر نفسه واشترطت فرض السلطة الاتحادية في المطارين لاستئناف الرحلات الجوية.