فيينا: استدعت وزارة الخارجية النمساوية دبلوماسيا ملحقا من سفارتها في إسرائيل بعدما نشر صورة له على وسائل التواصل الاجتماعي مرتديًا قميصًا يحمل اسم فرقة للدبابات النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

ونشرت صحيفة فالتر الاسبوعية في النمساوية الصورة التي وضعها الدبلوماسي يورغن ميكايل كليبيك على صفحته على موقع فايسبوك، مرتديًا قميصًا أخضر كتب عليه "اثبت في مكانك" و"فروندسبرغ". 

أطلق النازيون اسم "فروندسبرغ" احد المرتزقة المعروفين في القرن الخامس عشر، على فرقة الدبابات العاشرة خلال الحرب العالمية الثانية. يباع القميص في متجر "فالانكس" الالكتروني المتخصص ببيع ملابس "وطنية" لانصار حركة الهوية اليمينية القومية.

تشكل الحادثة احراجا جديدا لعضو في حزب الحرية اليميني القومي منذ وصوله للحكم في النمسا في ديسمبر الفائت في إطار ائتلاف حكومي مع حزب الشعب (يمين الوسط).

وذكرت الصحيفة أن الدبلوماسي كليبيك، وهو عضو في المجلس البلدي في فيينا عن حزب الحرية، نشر من قبل صورة لجده يرتدي ملابس النازيين مع الصليب المعقوف. وأمرت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كينسل "باستدعاء (كليبيك) فورا إلى فيينا للخضوع لتحقيق قانوني في الاتهامات المثارة في الإعلام".

وفي فبراير الفائت، اعلن حزب الحرية الذي أسسه نازيون سابقون في خمسينات القرن الماضي، اطلاق حملة لتغيير صورته كحزب مؤيد للنازيين. وقال رئيسه هاينز كريستيان شتراخه ان الحزب يرفض بوضوح كل أشكال النازية والعنصرية ومعاداة السامية. 

لكن في يناير، انسحب احد مرشحي حزب الحرية من انتخابات جزئية بعدما تبيّن ان رابطة الاخوية الطلابية التي كانت ينتمي اليها نشرت كتاب اغان تشيد بمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.

كما يخضع وزير الداخلية هربرت كيكل الذي ينتمي الى الحزب نفسه لضغوط بشأن مداهمة الشرطة لوكالة الاستخبارات في اطار تحقيقات حول مجموعات متطرفة بينها اليمين القومي.

سحبت اسرائيل سفيرها من النمسا في العام 2000 مع انضمام حزب الحرية الى الحكومة واشادة زعيمه آنذاك يورغ هايدر بهتلر وقدامى الشرطة السرية النازية. لكن تم استئناف العلاقات في 2003 عندما كان أرييل شارون رئيسا للحكومة.

حاول شتراخه تحسين العلاقات مع الدولة العبرية. فقد زار اسرائيل مرات عدة آخرها في أبريل 2016 عندما التقى وزراء في حكومة بنيامين نتانياهو.

يؤيد شتراخه نقل سفارة النمسا إلى القدس، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قرر الأمر عينه في اواخر 2017. كما ينتقد تشدد الاسلام في اوروبا، ويدعو الى مزيد من القيود على المتطرفين. ورغم ذلك، تصر حكومة اسرائيل على عدم اقامة علاقات مباشرة مع وزراء حزب الحرية في الحكومة النمساوية، وتكتفي بالتواصل مع مسؤولين أقل في الوزارات التي يقودها وزراء من هذا الحزب.