«إيلاف» من نيويورك: كشف إتصال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لتهنئته بفوزه بالانتخابات الرئاسية، عن أمور خطيرة تجري داخل البيت الأبيض.

ولم تمض ساعات على اتصال ترمب ببوتين، حتى نشرت صحيفة واشنطن بوست، معلومات تحدثت عن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نصيحة مساعديه لشؤون الأمن القومي الذين طلبوا منه عدم تهنئة الرئيس فلاديمير بوتين بالفوز في الانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله، "أن بعض مستشاري الرئيس الأمريكي قدموا له يوم الثلاثاء قبيل تحدثه بالهاتف مع نظيره الروسي، مقترحات مكتوبة بخط اليد حول القضايا الرئيسية الممكن بحثها خلال الحديث الهاتف، ومن بين المقترحات التي وصلت الى ترمب الطلب بعدم تهنئة بوتين، ولكن الرئيس تجاهل هذه النصيحة كما تجاهل أيضا نصيحة مستشاريه الذين طلبوا منه التطرق خلال الحديث مع بوتين إلى موضوع تسمم العميل سيرغي سكريبال في بريطانيا.

غضب ترمب

التسريبات الحساسة التي نشرتها الصحيفة الأميركية، أغضبت ترمب ورئيس اركان الموظفين جون كيلي، بحسب شبكة سي ان ان التي اشارت إلى ان مجموعة صغيرة من الموظفين في البيت الأبيض بمقدورها الوصول الى هذه المعلومات الحساسة.

خيانة من الداخل

وفور نشر الخبر، تواصل ترمب مع حلفائه ومستشاريه خارج البيت الأبيض للتباحث حول هوية الشخص المسؤول عن تسريب المعلومات الى الصحيفة، علما بأن هذا الموضوع عزز من قناعات الرئيس بوجود اشخاص في الإدارة الأميركية يعملون بنشاط ضده.

كيلي يحقق

وإنكب رئيس اركان الموظفين، جون كيلي يوم امس الأربعاء على التحقيق في القضية لمعرفة المسؤولين عن التسريب، حيث ذكر الموظفين الذين التقاهم بالعقوبات التي ستتخذ بحق المسربين، وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة سي ان ان، "ان التسريبات امر غير مقبول".

رجال أوباما لا يزالون هنا

واعادت هذه القضية التذكير بالخلل الكبير الموجود في إدارة ترمب خصوصا في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، فمعظم كبار موظفي الخارجية يدينون بالولاء لباراك أوباما الذي لا يزال طيفه موجود وبقوة في مجلس الامن القومي بفعل سياسة هيربرت ماكماستر الذي شن حملة تطهير ضد الموظفين الموالين لترمب الذين قدموا مع مايكل فلين، بمقابل إبقاء مسؤولي عهد الرئيس السابق في مراكزهم.

تزعزع ادعاءات ترمب

وشكلت هذه التسريبات أيضا ضربة الى الرئيس ترمب الذي يحاول الإيحاء بأنه أكثر صرامة حيال روسيا من سلفه أوباما، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة واشنطن اكزامينر التي اشارت الى ان ادعاءات ترمب تزعزت بعد هذه التسريبات.

واحد من إثنين

وأعربت مصادر مقربة من البيت الأبيض، عن اعتقادها ان التسريبات يقف خلفها اما الشخصيات الموجودة منذ أيام باراك أوباما في مجلس الامن القومي، أو أحد المساعدين الذي شعر بضرورة الثأر بعد تجاهل الرئيس مواد الإحاطة التي تلقاها قبل الإتصال.

سيباستيان غوركا الذي عمل الى جانب ترمب في وقت سابق بالبيت الأبيض بصفة نائب كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق، قال، " الأشخاص الذين يسعون لتقويض رئيس الولايات المتحدة يقفون خلف هذا الموضوع"، محملا مسؤولية ما جرى "الى المسؤولين المتواجدين منذ أيام الرئيس السابق أو أشخاص لا يتوافقون مع سياسة الرئيس تجاه روسيا."

ترمب يدافع عن اتصال التهنئة

وخرج الرئيس الأميركي، يوم امس ليدافع عن قراره بتهنئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعادة انتخابه قائلا: إن وجود علاقة جيدة مع روسيا، أمر ضروري للمساعدة في حل بعض مشاكل العالم.

وكتب ترمب على حسابه على تويتر يقول "وسائل إعلام الأخبار المزيفة يريدون مني أن انتقده بشده. إنهم مخطئون! إن التوافق مع روسيا (وغيرها) أمر جيد، وليس أمراً سيئًا"وتابع "يمكنهم المساعدة في حل المشاكل مع كوريا الشمالية وسورية وأوكرانيا وداعش وإيران، وحتى سباق التسلح القادم".

وأشار، "إلى أن الرؤساء السابقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، اتصلوا أيضا ببوتين خلال فترة وجودهم في السلطة، وأضاف ترامب أن بوش حاول التوافق مع بوتين، لكن لم يكن لديه "الذكاء"، وحاول أوباما وكلينتون، ولكن لم يكن لديهما الطاقة أو الكيمياء.. تذكروا.. السلام من خلال القوة!"."