علّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على اعتراف إسرائيل بتدمير ما يشتبه بأنه مفاعل نووي سوري في دير الزور عام 2007.

وتساءل كثير من الكُتّاب عن مغزى توقيت هذا الاعتراف بعد أحد عشر عاما، واعتبر بعضهم أن إيران هي المعنية برسالة إسرائيل من وراء هذا الكشف في هذا التوقيت، إضافة إلى هدفٍ آخر هو إضعاف الروح المعنوية العربية أمام التفوّق الإسرائيلي.

"إيران هي المعنية"

وقالت جريدة "الحياة" اللندنية إن هذا الإعلان هو "رسالة إسرائيلية إلى أمريكا وإيران"، مستشهدة بقول الخبير العسكري الإسرائيلي البارز، رونن برغمان، بأن "إسرائيل أثبتت للولايات المتحدة أنها حرّة التصرف في ما يتعلق بأمنها، وأنه إذا لم تنفذ الولايات المتحدة عمليات تضمن أمن الدولة العبرية، فإن الأخيرة ستقوم بذلك".

وبالمثل قالت "العرب" اللندنية إن "إقرار إسرائيل بالوقوف خلف الغارة الجوية التي استهدفت مفاعلا نوويا مفترضا لسوريا في العام 2007، والتصريحات التي أعقبت هذا الإعلان يؤكدان أن إيران هي المعنية بالدرجة الأولى بالخطوة الإسرائيلية".

وكتب ماهر أبو طير في جريدة "الدستور" الأردنية يقول إن إعلان إسرائيل في هذا التوقيت "لم يجر لمجرد ايصال رسالة إلى دول عربية واقليمية، بل لغايات استعراض القوة في هذا التوقيت بالذات، ضد المنطقة، وتحديدا ضد دول عربية، إضافة إلى إيران".

وأضاف "لكن هذه الرسائل في المجمل قد لا تحط في بريد الدول، بالطريقة التي تتوقعها إسرائيل، لآن كل المنطقة مفتوحة على صراعات أوسع، قد لا تضمن ذات إسرائيل إلى الأبد".

وأشار إلى أن "المؤسف أن كل الممارسات الإسرائيلية، سواء العسكرية، أو حتى تسريب المعلومات، يراد منها في المحصلة، إتعاب الروح المعنوية للمنطقة، والقول لشعوبها، إنهم ضعفاء، لا وزن لهم ولا اعتبار أمام إسرائيل وقوتها، وإن إسرائيل متفوقة، بما يستهدف تعميق اليأس والانهاك والتراجع والتخلي عن الأهداف".

"الحرب النفسية"

وأشارت صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية في افتتاحيتها إلى ثلاث نقاط استخلصتها من إعلان إسرائيل عن هذه الضربة في هذا التوقيت.

النقطة الأولى "تَوجيه إنذار 'مُبطَّن' إلى إيران تقول مُفرداته إنّ مُفاعلاتِها وبرامِجها النوويّة قد تكون هَدفا لغارات ومُماثِلة ربّما وَشيكة".

وتضيف أن النقطة الثانية هي أنه "تتواتَر تقارير عِدّة تُفيد بأنّ هُناك اتّفاقا سِريا جَرى التوصُّل إليه بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، أثناء زِيارة الأوّل (نتنياهو) الأخيرة لواشنطن قبل أسبوعين، يَقضي بِرَفع مُستوى التَّهديد بِتَوجيه ضَرباتٍ لإيران، وسوريا أيضا، بعد الإلغاء المُتوقَّع من قِبَل ترامب للاتّفاق النووي في أيار/مايو المُقبِل".

النقطة الثالثة - بحسب الصحيفة - أن هذا الكَشف "يأتي في إطار الحَرب النفسيّة التي تَشُنّها إسرائيل ضِد حِلف المُقاومة، وللتَّغطية على عَجزِها، ورغم تَهديداتها الكَثيرة، عن القِيام بأيِّ عَمل عسكري حقيقي وفاعِل في سوريا ولبنان، بعد إسقاط طائِرتها من طِراز 'إف 16' بصاروخ سوري من صُنع روسي".

وفي الصحيفة نفسها، قال زهير أندراوس: "لا نستبعد البتّة أنْ يكون السماح بنشر تفاصيل العملية، بحسب الرواية الإسرائيليّة، في هذا التوقيت بالذات، هو بمثابة حلقة إضافيّة في مسلسل الحرب النفسيّة الشرسة التي تخوضها دولة الاحتلال ضدّ الأمّة العربيّة بهدف استدخال الهزيمة، والتأكيد على فوقية الصهيونيّ وغطرسته واستكباره، مقابل الدونية العربيّة وتخلّف أمّة الناطقين بالضاد".