«إيلاف» من لندن: يتابع السوريون مصير المفاوضات بين روسيا وفصيل حيش الاسلام المعارض المسيطر على دوما في الغوطة الشرقية نظرا لخروج كل الفصائل الأخرى مع المدنيين من بقية مناطق الغوطة المتواجدة فيها وبقاء جيش الاسلام قيد التفاوض مع الطرف الروسي.

وأكدت مصادر متطابقة لـ«إيلاف» أن الاتفاق الأولي قد تم وأن بنوده قيد دراسة جميع الأطراف، فيما أشارت عدة مصادر "إن جيش الاسلام في الغوطة قد يتحول إلى قوات دفاع وطني بالاتفاق مع روسيا و النظام السوري”.

ولم يصدر أي بيان روسي او سوري حول مثل هذا الموضوع، ولم تؤكد المصادر الموافقة عليه، فيما يعتقد أنه بند من ضمن بنود الإنفاق الذي تردد أن جيش الاسلام طلب فيه ألا يترك مواقعه في دوما من خلال التفاهم وأن جيش النظام لن يدخل الى دوما بل ستعود فقط مؤسسات الدولة الى العمل.

وقالت مصادر معارضة أن جيش الاسلام حصن نفسه جيدا في الغوطة الامر الذي يبدو من خلاله "أن دوما أصبحت عصية على دخول النظام رغم محاولاته السابقة، فيما يريد الطرف الروسي حل هذا الملف سريعا والانتهاء من موضوع الغوطة الأمر الذي فتح كل الأبواب أمام الاتفاق الأولي”.

وكان قائد فصيل جيش الإسلام عصام بويضاني، قد أعلن بقاء عناصره في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها، داعياً فصائل الجنوب السوري إلى التحرك لنصرة الغوطة.

وأكدت عدة مصادر توصل الجانب الروسي إلى تفاهم أولي مع فصيل جيش الإسلام في مدينة دوما بشأن تسوية الوضع في المدينة، بعد أن سيطر جيش النظام السوري على المساحة العظمى من الغوطة.

وتضمنت المفاوضات بنوداً تنص على بقاء الموافقين على الاتفاق داخل المدينة، على أن تعود الدوائر الرسمية للدولة السورية للعمل داخل المدينة.

وقالت جريدة "الوطن " السورية التابعة للنظام أن هذا التفاهم لم "يتم توقيعه من أي طرف، على أن يعرضه الجانب الروسي على الحكومة السورية، ويقوم جيش الاسلام بدراسته".

وأشارت الى أنه في حال التوافق عليه يصار إلى تحويله إلى اتفاق يجري التوقيع عليه.

واعتبرت أن هناك بنوداً يتضمنها التفاهم تحتاج إلى دراسة متعمقة، وقد يجري تعديلات عليها.

واعتبر عضو مجلس الشعب عن مدينة دوما محمد خير سريول أن مسلحي جيش الإسلام " يكابرون" ، وهم يعانون اليوم من أزمة كبيرة بعد ما أسماه "الإنجازات الميدانية للجيش العربي السوري وفقدانهم البيئة الشعبية الحاضنة داخل دوما".

ورأى أن المفاوضات المكثفة عبر الوسيط الروسي قد تفضي إلى التوصل إلى اتفاق، يقضي بحل جيش الإسلام وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة الرسمية إلى العمل داخل المدينة، ورفع علم الجمهورية العربية السورية.

واعنبر سريول ايضا، أنهم يستخدمون ورقة "المخطوفين لديهم في سجن التوبة كورقة ابتزاز، وذلك عبر مطالبتهم بإطلاق سراح عدد من سجنائهم لدى الدولة مقابل الإفراج عن جميع المخطوفين لديهم". وبالنسبة للمسلحين غير الراغبين بالتسوية أجاب سريول، أن المسلحين طالبوا الجانب الروسي بخروجهم إلى منطقة القلمون الشرقي، وأن تكون الخدمة الإلزامية لمن يرغب بالتسوية في مناطقهم.

و شكلت الوجهة التي يجب أن يخرج إليها الرافضون للتسوية أحد النقاط الخلافية في المفاوضات بين الوسيط الروسي وجيش الإسلام، حيث رفض الرافضون للاتفاق الخروج باتجاه إدلب، وطالبوا بالذهاب إلى منطقة القلمون الشرقي.

وكانت المفاوضات لا تزال مستمرة بين الجهات المعنية السورية ومركز المصالحة الروسية مع جيش الإسلام، للتوصل إلى اتفاق يقضي بخروج مسلحيه من دوما وإنهاء العمليات العسكرية.

ووصل "ايلاف" مقطعاً صوتياً للمتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان اتهم فيه جيش الإسلام بطعن جماعته من الظهر في معارك الغوطة الشرقية، وقال إن "جيش الإسلام لم يخض معارك حقيقية ضد جيش النظام السوري في القسم الشرقي من الغوطة".

ووجه اتهامات لرئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام محمد علوش، وحمله مسؤولية الخسائر الكبيرة التي منيت بها الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية بعد الحملة الأخيرة الموسعة لجيش النظام السوري فيها.

وقال علوان إنه "وبسبب تعامل محمد علوش مع القوات الروسية تم سقوط 8 بلدات في الغوطة الشرقية خلال 12 ساعة فقط، مما وضع الفيلق في وضع أجبره على الخروج ضمن اتفاقية تسوية مع الدولة السورية"، وأشار علوان الى أن علوش تعامل بتلك الطريقة كي يتمكن "من تهريب أمواله والآثار التي يخزنها"على حد تعبيره .

ولكن محمد علوش قال أن من ضيع الغوطة هو "من ربط مصيرها بالارتباط الخارجي لتحقيق مصلحة غير مصلحة الشعب السوري، وفِي الأيام القادمة سيتضح كل شيء".